كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

وكان الحزُ شديداَ، وعكفت على عملي، لا ألتفت يمينأ ولا شمالاَ،
حتى كملت بغيتي، وإذا بالشيخ الفاضل العطوف الوقور على باب
المكتبة، فعرفت أن موعد القطار العائد إلى مدينتي قد حان، فقمتُ
وشكرت فضيلة الشيخ رحمه الله وودَعته، وعُدت فرحاَ مستبشراَ بعملي
هذا النهار المفيد المثمر.
إنه نموذج واحد ذكره سماحة الشيخ رحمه الله لسعيه المتواصل
وجهده الكبير لإعداد هذا الكتاب الذي تلقاه الناس بالقبول والإعجاب من
الخاصة والعامة، ودهشوا بعنوان الكتاب: (ماذا خسر العالم بانحطاط
المسلمين؟) واحئوه لموضوعه ومحتواه، فقد أخبرني من رافقه في رحلته
الأولى إلى مصر عام 951 ام بعد الحج مباشرة، فقال: إني ذهبت إلى
جدَة لأحجز ئلائة مقاعد لسماحة الشيخ الندوي وزميليه المرافقين في
باخرة نقل بأقرب فرصة إلى السويس، ولم أستطع، ومضت أيام، وساورني
اليأس، فقزَرت أن أقابل قائد الباخرة، ونجحت فرجوته بلطف وقلت له:
إن عالماَ جليلاَمن بلادنا يريد زيارة مصر، فلو تكزَمتم بحجز ئلاثة
مقاعد في باخرتكم، فاعتذر اولاَ، ثم التفت إليئَ فجأة وسالني من هذا
العالم الجليل؟ فأجبت: الشيخ ابو الحسن الندوي! فقال: من؟ مؤلف
كتاب: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ قلت له: نعم! هو هوإ!
فسألني بلهفة وشوق: اين هو؟ خذني إليه، وتئمَ ماكئا نريد ونرغب، بفضل
الله عز وجل ثم بفضل هذا الكتاب.
وكتب الداعية المفكِّر الفقيه والعالم الخطيب الدكتور يوسف
القرضاوي حفظه الله يقول:
"اتصل بي بعض الإخوة الهنود الذين يدرسون في مصر، وقال لي:
هل تعرف الأستاذ أبا الحسن الندوي؟ قلت لهم: أليس هو صاحب كتاب
(ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟) فالوا: بلى، قلت: ما شأنه؟
84

الصفحة 84