كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

والواقع أن من مميزات هذا الكتاب أسلوبه الواضج، ولعل وضوحه
أثر من انعكاس وضوح الفكرة والإيمان بها وفيضها عن ذات المؤلف
العميقة، على أنه من نحو آخر قوي قويم، يملك قدرة واضحة على
ا لاستشهاد بالقرا! الكريم (مثال: 5 5، 6 5، 53، 67 1) والحديث
الشريف في صفحات كثيرة، والشعر (84. .) واستثمار التراكيب القرآنية
والعربية استثماراً واسعأ، واختيار العناوين وتلوينها اختياراً وتلوينأ
طريفين، ووضع الشاهد في مكانه الذي يجب أن يكون فيه، حتى لكأنه
قطعة من النص، وكلها هذه سمات اسلوب مكين واضج " (1).
وأما الكتاب فهو يتوزع إلى خمسة أبواب ولكل باب فصول بعناوين
وموضوعات نقدية تحليلية منطقية واقعية وهي كالتالي:
الباب الأول: العصر الجاهلي، وفيه فصلان: الفصل الأول:
الإنسانية في الاحتضار، والفصل انثاني: النظام السياسي والمالي في
العصر الجاهلي، والباب مع فصليه يشتمل على دراسة العصر الجاهلي
العالمي قبل بعثة الرسول الفا ئد محمد مج! يِ! دراسة عميقة واعية للمجتمعات:
الهندية والإيرانية والفارسية والعربية والإغريقية اليونانية والرومانية،
وتشير إلى النظرة الواسعة الشاملة للمؤلف الفاضل الذي راجع المصادر
الأصلية لتلك البلاد باللغات الأردية والعربية والفارسية والإنكليزية التي
كان يتقنها، ويستعين ببعض معلومات العلماء الذين كانوا يعرفون
اليونانية والسنسكريتية والعبرية واللاتينية، وقل ما احتاج إليه.
ويليه الباب الثاني: من الجاهلية إلى الإسلام، وفيه اربعة فصول:
الفصل الأول: منهج الأنبياء في الإصلاح والتغيير، والثاني: رحلة المسلم
(1) مجلة الثفافة: الصادرة في 8/ ربيع الأول سنة 1370 هـ، 18 كانون اول
(ديسمبر) 0 195 م.
88

الصفحة 88