كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

3 - الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية
في الأقطار الإسلامية
كان القرن الثامن عشر الميلادي والتاسع عشر مهمَان وخطيران
للدول الغربية التي قطعت شأواً كبير اً في النهضة الصناعية والحضارة المادية
والمدنية الحديثة، وتسفَحت عسكريأ تسلحأ حديثاً، وتقدمت في التقنية
والافتصاد والعلوم الحديثة، ئم توخهت إلى الشرق والديار الإسلامية
بخاصة، بل هاجمت تلك البلاد هجومأ عنيفأ شرسأ في كل جانب من
جوانب الحياة، ولم يكن هذا التوجُّه لنقل الرقي الحضاري والصناعي إلى
هذه البلاد، بل كان القصد منه السيطرة والهيمنة على جميع الموارد
والمصادر والمناهل والملك، وكان استعماراً تافَأ لتلك البلاد، فتجفَع
الغرب كله، وبدأ يكيل التهم جزافاَ، ويسفه الأحلام والعلماء ويكذب
المبادى والحقائق، وكانت الافتراءات على الدين ا لإسلامي كثيرة إلى حذ
انه وُضع في (قفص الاتهام).
وكان يواكب الجيش والعلم ووسائل ا لإعلام المبشرون المسيحيون
المثقفون بثقافات ا لأديان والمذاهب وتاريخها ولغتها، فيلقون اسئلة لاذعة
ويعرضون خلافات ونزاعات فكرية وفقهية وكلامية، ويبترون الحقائق
بتراً، ويقتطعون العبارات والكلمات، ويوقعون عامة المسلمين الذين لا
يعرفون من العفيدة والمبادى الإسلامية إلا قليلاً، فصار الناس في بلاد
الإسلام في (موقف الاعتذار)، وكان للأمرين رجال واناس، ولكن كلا
95

الصفحة 95