كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
الموقفين لم يثبتا ولم يجدا جذوراَ قوية نامية، فصارا هباءَ منثوراَ، ومزَا
مروراَ سريعاَ، بَيْد أنه خقَف وراءه صراعأ فكرياَ شديداَ وعنيفاَ في العالم
كله، وهذا ما يتحدث عنه هذا الكتاب (الصراع بين الفكرة الإسلامية
والفكرة الغربية). يفول مؤلفه الشيخ الندوي عنه:
"وكان كتاب الساعة، لأنه يبحث عن قضية مصيرية للأقطار
الإسلامية "، ويعئن مكانتها في خارطة الإسلام المعنوية والمبدئية في
جانب، وفي خارطة العالم الحضارية والاجتماعية في جانب آخر،
ويحدد قيمتها الحقيقية من وجهة نظر ا لإسلام ورسالته واهدافه، وكان من
أهم كتب المؤلف في نظر كثير من اصدقائه وقراء كتبه، ويعتفد بعض
القراء أنه يكون الحلقة الثانية من كتاب (ماذا خسر العالم بانحطاط
المسلمين) (1).
استعرض المؤلف رحمه الله الفكرة الغربية بتفاصيلها وأبعادها،
ودرسها دراسة عميفة واعية، وأدرك أخطارها المحدقة بالإسلام
والمسلمين في ديارهم كلها، لذلك خصنَ كل بلد إسلامي بدراسة هذه
الظاهرة فيه، وافكارها، وحُماتها وكتاباتهم ونشاطاتهم، ثم لفت الأنظار
إلى ما تخفي في جنباتها من التدمير والتخريب وا لأخطار التي تترصد العالم
ا لإسلامي بسببها، ونئه إلى الوسائل الوقا ئية وا لطرق السو تة السليمة لتجنب
تلك الأخطار، واشاد بما قام به المفكرون الإسلاميون العاملون بهذا
الصدد، وكيف تصذَوا لهذه الفكرة الغربية التي لا تريد إلا ان تستولي على
ديار الإسلام وتنمي فيها الفيم الغربية والأفكار الغربية، وتغئر مفاهيمها
الدينية وتقاليدها القومية وقوانينها ا لإسلامية بالأوضاع الغربية، وعلى حد
قول الشيخ الندوي رحمه الله فإ نها تريد: ان " تصهر هذه البلاد بتؤدة وأناة
(1) مفدمة الطبعة الرابعة، ص ه.
96