كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
ولكن بوعي وإلحاح في بوتقة الحضارة الغربية ".
لأجل هذا بدا شيخنا الندوي رحمه الله يكتب مقالات عن هذه
المشكلة في اوائل 382 اهـ، ونشرها في كتاب عام 382 ا هـ-963 ا م
باسم (موقف العالم ا لإسلامي تجا 5 الحضارة الغربية)، ورخَبت به ا لأوساط
العلمية والدينية في البلاد العربية، ولما زار الشيخ رحمه الله اوروبة وشاهد
هذه الحضارة في عقر دارها، واطلع على بعض المصادر الحديئة اضاف إلى
الكتاب ابوابأ ومواضيع جديدة، ونشر الكتاب بطبعة أكبر من سابقتها،
وسمَاه (الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار
ا لإسلامية).
تحدث فضيلة الدكتور العلامة يوسف القرضاوي حفظه الله عن
الكتاب ففال: "وهو يبئن كيف دخلت الفكرة الغربية ديار المسلمين "،
وصارعت الفكرة الإسلامية، التي هي الأصل وصاحبة الدار، وكيف
كادت تنفرد بالتاثير والتوجيه فترة من الزمن، ثم قيض الله للفكرة
الإسلامية من يجددها ويدعو إليها ويذود عنها، لتتبوأ مكانتها" (1).
واما الكتاب فهو يشتمل على ثلاثة مواقف من الحضارة الغربية:
ا - الموقف السلبي، ومعناه رفض هذه الحضارة رفضاَ باتأ، وذلك
لا ينتج عنه إلا تخفُف العالم ا لإسلامي عن ركب الحياة، وهو غير مطلوب،
بل هو جناية على الدين الإسلامي وأهله، وقد استعرض المؤلف اوضاع
العالم ا لإسلامي كله وسخَص ا لأمراض، وقدَم لها علاجاً ناجعاَ ودواء
شافياَ، للتخطيط وإصلاح هذه الأوضاع في ضوء من الكتاب والشُثة.
2 - الموقف الثاني: حركة التغريب (التقدُمية) في العالم
(1) قيمة الأمة الإسلامية، ص 2 4.
97