كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

الإسلامي، انصارها ومنتقدوها، قام سماحة الشيخ رحمه الله بإلقاء نظرة
عميقة فاحصة شاملة بعلمه الوافر الجم، وتجاربه الواسعة الضخمة، على
هذه الحركة الهدَامة أو السيل العارم الجارف، وكانت نظرته تتَسم بكل ا تزان
وتوازن وإنصاف، وفذَم تحليلات واقعية رائعة اتصفت بكل لطف وحكمة
ولباقة، وبدون تجريج وإساءة لا إلى الأشخاص ولا إلى الحركات
والجمعيات أئأ كانت، وأين كا نت، وأخذ بيد ا لقارىْ إلى أسباب (التجدُد)
و (التغزُب) وعلاجها، وانار طريفه وهو يعبر تلك ا لساحة ا لمظلمة.
3 - الموقف الثالث: مركز الأمة الإسلامية ورسالتها، يبئن سماحة
الشيخ رحمه الله في هذا الموقف بكل قوة وصراحة ووضوح النقاط
الحشَاسة في العالم الإسلامي، ويثير فيه الغيرة الدينية والحماسة والروح
البطولية، ليُحي فيه المؤمن القوي العليم الصالج المصلج، ويشير إلى
انه في مثل هذا الموقف الشائك الحرج المتازم تص! نُ الحاجة إلى ذلك
العبفري العصامي الذي يواجه الحضارة الغربية بشجاعة وإيمان وذكاء،
ويشق له طريقاً بين مناهجها ومذاهبها، وبين فضائلها ورذائلها، طريقاً
يترفَع عن التقليد والمحاكاة وعن التطزُف والمغالاة، غير خاضع فيها
للأشكال والمطاهر، والمفاهيم السطحية، ويتمسك بالحقائق واسباب
القوة، وباللباب دون القشور (1).
ويصل المؤلف الجليل رحمه الله في خاتمة البحث إلى دعوة مجلجلة
لاختيار الطريق السوي في ضوء من الاية الكريمة: " وَجَهِدُوأ فِى الئَهِ حَق
جِهَادِهِ هوَ اتجتَبَنكُئم وَمَاجَحَلَ عَلَيهُؤ فِى اَلذِينِ مِنْ حَرَفي مِلْةَ %ليكُئم إترَهِيوفوَ
سَئَعكُمُ اَلصُنملِمِينَ مِن تجل لَرفى هَذَآ ليَكُونَ اَلرسُولُ شَهِيدا عَلَيبهُؤ وَتَكُونُوأ ثُهَدَآءَ
عَلَى الئاعِن فَاِتيمُوا اَلضَلَؤةَ و اتُوا اَلربًهًزة وَاعْتَصِمُوْا ياَلفَهِ هُوَ مَوْلَن! ننِغمَ اَئمَؤكَ
(1) الصراع، ص 6 1 2.
98

الصفحة 98