كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه

فتح عينيه على الكيانات التي خَلَفَتْ دولةَ الخلافة، وشهد الصراعات
غير البريئة بينها، وميلاد الكيان الصهيونيئ من بين براثنها، والاستعمار
يحط بكلكله الثقيل على ارضها، وشعوبها، وعقيدتها وثقافتها، وفكرها،
والثورات التي تريد الإطاحة به، ووقودُها شعوب مؤمنة، والمستفيدون
زعامات لا تهفها إلا مصالحها، وكان هو من بين ذلك الوقود في ثورة
رشيد عالي الكيلاني، وحرب فلسطين، ومحارق العملاء والمشبوهين
والطواغيت. .
رضي أن يكون عبدَ الله المقتول، كسائر أبناء شعبه، ودافع بدمه
ومستقبله وبكل ما يملك للتخفيف عن ذلك الشعب، ولكن حجم التحدي
كان كبيراَ، والذين يترئصون به وبأمثاله من الرجال المؤمنين المخلصين،
أكثر عدداَ وأقوى عُدة. .
شاهد مصارع أحرار ومصارع انذال، وافول انظمة وقيام اخرى،
وضياع اخلاق ومروءات ومبادى في متاهات المصالح والأهواء
والشهوات، فانكفأ على نفسه، ولزم بيته، واستلّ قلمه، فكان سيفَه في
تلك الكتب المقاتلة، وهي الأبقى على الدهر، سيوفأ مشرعة في وجوه
الظلم والظلام والظالمين، ومنارات هدى للسائرين في وضح النهار،
وتحت شمس الظهيرة، او في ظلام الأنفاق المعتمة، في قرن كان أشذَ
هولاَ من سائر القرون. .
شهد هزيمة الأنظمة العربية في حرب حزيران، بعد أن (طُفرت)
جيوشها من أعدائها وخصومها الافتراضيين، وهم من أصحاب الخبرات
والكفايات، وكتب ونصح، وحذر وأنذر، ولا سميع. .
وشهد حربين ضاريتين بين عراقه الحبيب، وبين أشقاء يعزّ عليه أ ن
10

الصفحة 10