كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه

وغزة، وبيت جبرين، والنطرون. وقد تمَّ كلّ هذا الزَّحف والفتح في أقلَّ
من شهر.
كان هدف صلاح الدين تحرير القدس، وسحق المملكة الصليبئة،
وإعادة الصلة المباشرة بين مصر وبلاد الشام إلى ما كانت عليه قبل الغزو
الضَليبيئ. وقد استثمر نصره العظيم في (حطين) فعزل بيت المقدس من
الشمال، ومن المناطق المجاورة لها، ليحرم الصليبيين من الإمداد البريّ،
وحتى لا يستفيدوا من الإمداد البحريّ، استعاد الموانئ البحرية، بحيث
لم يبق للصليبيين إلا ا لاعتماد على مواردهم القتالية الذاتية. وبهذا التطويق
البريّ والبحري، وبفعل معركة حطين، كانت معنويات الصليبيين منهارة
في الحضيض، حتى إنهم كانوا يتوقّعون استسلام المدينة المقدَسة بين
لحظة واخرى.
وعندما تحرّك صلاح الدين يوم الجمعة في العشرين من رجب سنة
583 هـ/ 0 2 من ايلول 187 1 م إلى الجانب الشمالي من المدينة المقدسة،
ونصب عليه المجانيق، وضايقه بالزحف والقتال وكثرة الرماة، حتى
تمكن من إحداث ثغرة في السور - شعر الصليبيون بخطورة الموقف،
فبعثوا وفداً منهم إلى صلاح الدين، يطلب الأمان، ووافق صلاح الدين
على منحهم الأمان، على ان يسفم الإفرنج المدينة المقدسة.
ودخل المسلمون بيت المقدس في يوم الجمعة، السابع والعشرين
من رجب سنة 583 هـ/ الثاني من تشرين الأول سثة 187 1 م ليلة الإسراء
والمعراج، بعد احتلال دام زهاء تسعين سنة.
وتحدّث المؤلف عن حصيلة جهاد صلاح الدين وجهده التي فىوَّخ
بها الصليبيين، وهي تدذ على قيادته الفذّة، وجهاده العظيم، فإذا اضفنا
إليها توحيده مصر والشام وجزيرة ابن عمر، يكون صلاح الدين من أعظم
100

الصفحة 100