كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه

سلسلة من الاتفاقات مع البندقية، والمجر، والبوسنة، وغيرها من الدول
والإمارات، وشرع في بناء قلعة منيعة على الشاطئ الأوروبيئ من البسفور،
عند مضيق موضع من القناة، واحكم - بذلك - إغلاق هذا الممز المائيئ،
ومنع وصول أي إمدادات قد تأتي من اتجاه البحر الأسود، كما نصب
المجانيق والمدافع الضخمة على الشاطئ، لتحرق اقيَ قادم إلى القناة،
وأحكم الحصار على القسطنطينية التي حشد لها الفاتح الحشود الضخمة
من الجيش العثماني النظامي، ومن المجاهدين المتطؤعين الذين جاؤوا
من آسية وأوروبة ليشاركوا في هذا الفتح العظيم، وقد بلغ عدد الجميع
حوالي مئة وخمسين ألف مقاتل، بينما كان عدد الروم المدافعين عن
المدينة خمسين الف مقاتل.
وقام السلطان الفاتح ببناء السفن الحربئة، وتصنيع المدافع الثقيلة
والمتوسطة والخفيفة، ومنها المدفع العملاق الذي أطلقوا عليه اسم
سلطان المدافع أو المدفع السلطانيئ، وسعى السلطان إلى شحن الروح
المعنوية وبث روح الجهاد والاستشهاد في جنوده، ئم كان الزَّحف،
وكانت المعارك الهائلة في البحر والبز وعلى الأسوار، وكانت كفُها ضمن
خُطة مُحْكَمَة تضمن له النجاحِ، وكان فتح القسطنطينية مَلْحَمَةً من الملاحم
الخالدة، وحُقَّ له أن يُسَقَى فتْحَ الفُتُوج، ودخل الفاتح المدينة على صهوة
جواده، ثم تَرَخلَ عن فرسه، واستقبل القِبْلة، وسجد على الأرض، وحَثما
التُّراب على رأسه، شكراً دثه على ما منحه من النصر، ثم توجَّهَ نحو كنيسة
آيا صوفيا، ولفا اقترب منها، تناهت إلى سمعه أصوات خافتة حزينة، هي
أصوات النصارى الذين لجؤوا إليها، وغفَقوا عليهم الأبواب، وشرعوا
يصفون ويدعون. . وعندما علم الراهب بمقدم السلطان، فتح له أحد
أبواب الكنيسة، وخاف مَنْ فيها من قدوم السلطان، ولكن السلطان الفاتح
الإنسان الرحيم طمأنهم، وطلب من الراهب أن يستمروا في صلواتهم،
104

الصفحة 104