كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه

ثم أمرهم أن يعودوا إلى منازلهم اَمنين.
وسجد الفاتح من جديد، شكراً دئه على نصره، ثم بعث من رجاله
من يطوف في ارجاء المدينة، لتامين الناس وتطمينهم، والطلب منهم ا ن
يعودوا إلى حياتهم العادية.
وأمر السلطان بتحويل الكنيسة إلى مسجد، وارتفع فيها صوت
الأذان، وأدَّى صلاة العصر، وأعلن أنه سوف يصلي صلاة الجمعة القادمة
في المسجد الجديد.
وسلك السلطان الفاتح نحو أهل القسطنطينية سياسة التسامح،
وأمر جنوده بحسن معاملة الأسرى الذين بين أيديهم، وفدى عدداً من كبار
الأسرى من ماله الخاصن، وطلب من الفارين أن يعودوا إلى منازلهم اَمنين
مطمئنين، ودعا الناس إلى مزاولة اعمالهم في مصانعهم ومتاجرهم،
وطمأن الجميع أن يكونوا احراراً في ممارسة طقوسهم الدينية.
وهكذا عاد أهل المدينة إلى حياتهم الطبيعية اَمنين مطمئنين.
واستاءت أوروبة من هذا الفتح العظيم، وأخذت تكيد وتحشد
وتؤلّب، الأمر الذي دفع السلطان الفاتح إلى مواصلة الحرب، والقضاء
على كلّ الدول النصرانية القريبة من (بيزنطة) فقد قضى على قوات البلقان،
والبلغار، وهزم المجر هزيمة ساحقة.
وهكذا صارت (البوسنة) كلها ولاية عثمانية سنة 867 هـ/ 63 4 1 م،
واقبل أهلها على اعتناق ا لإسلام.
وكذلك كان أمر (الهرسك) بعد عام.
وخضعت (اثينة) لحكم العثمانيين سنة 864 هـ/ 460 ام، بل
صارت اليونان كفُها تابعة للدولة العثمانية.
105

الصفحة 105