كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه

يهانوا او يُقتلوا، وبكى في الحرب الثانية كما لم تبك ثكلى. . بكى على
الجيش الذي كان يعده للملمّات. . لتحرير فلسطين. . وإذا هو لقمة
سائغة تتناهشها أنياب ثلاث وثلاثين دولة، بين شقيقة وعدوّة. . ولقد
سمعته يقول، ودموعه السخينة تحرق وجنتيه:
- هل رايت أشلاء جيشنا يا عبد الله؟ هل سمعت بالانسحاب الكيفي
أمام لؤم أمريكة المتوحشة، وطيرانها المتغوّل؟ هل هذا هو المصير الذي
كئا نُعِدُ جيش العراق له؟ هل خُلق جيش العراق ليكون طعامأ لجنازير
الدبابات والصواريخ؟
ثم أنشد باكيأ والله بنشيج يقطع القلوب:
لمْ يبقَ شيب! مِنَ الدُنيا بأيْدينَا إلأَ بقئة دَمْعٍ في مَاقينَا
وكان يقابل هذه الظلماتِ المدلهفة، وعيئ إسلامي، وصحوة
إسلامية، كان لها أعداء من الداخل والخارج بالمرصاد. . وكان يفرح لها،
ويحزن لمصائر قادتها. . ولما يُبيًتُ لها. . ولضعف قياداتها،
وارتجاليتهم، امام التحدّيات الشرسة التي تواجههم، وتريد
استئصالهم. . كان يقول:
- هذا عصر الأئمة: حسن البنا، وأبي الأعلى المودودي،
ومصطفى السباعي، وسيد قطب، وعبد القادر عودة، ومحمد فرغلي. .
كان خطّاب يعرف الكثير عنهم، ويعرف المؤامرات التي دسبرت
لهم، والعجز الذي شلَ أتباعهم. .
كان عصر خطّاب مزيجأ من نار ونور، ولكن وهج النار وتأثيرها
كبر من النور المحاصَر، وأعظم من ضياء الأيدي المتوضئة.
عاش خطّاب عصره بكل ما فيه، وناله الكثير مما فيه، وعاه بعقله
11

الصفحة 11