كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه
يقبلوا على الوحدة العسكرية، وان يضعوا تحت اقدامهم كل ما يحول
دون تحقيقها، وإلا، فسيكونون بعد سنوات عبيداً في بلادهم، او لاجئين
في بلاد اخرى " (1).
كان البحث الأول فى هذا الكتاب بعنوان: (الوحدة العسكرية من
التاريخ العربي الإسلامي)، وقد استهله بأن القاعدة الثابتة هي أن الشعب-
كل شعب - لا يكون قويأ ما لم يكن موحَّد الصفوف والأهداف. والوحدة
تجعل من الأمة قوة ضاربة لا تغلب من قلة ابداً، والفرقة تجعل من الأمة
غثاء كغثاء السيل، لا قيمة لها في حرب ولا في سلام.
وضرب الأمثال على ذلك بألمانية، وإيطالية، والولايات المتحدة
الأمريكية، ثم جاء إلى العرب عندما كانوا شراذم، وعندما جاء الإسلام
ووحدهم، صاروا قوة يحسب حسابها، تهابها أكبر إمبراطوريتين في ذلك
الزمان: الفرلس، والروم، وعندما تشرذموا ثانية واختلفوا، طمع فيهم
الروم، وصار الطالب مطلوبأ بسبب التفرق وا لانقسام. . وهكذا دواليك.
وفي العصر الحديث، احتلَّ المستعمرون بلاد العرب عام 18 9 1 م واقاموا
الحدود والسدود بين الأقطار العربية، وشجعوا الروح الإقليمية
والطائفية، وأشاعوا التحلل الخلقي، ونشروا مبادى حضارتهم، وجعلوا
العرب يشيحون عن تراثهم، وكان غزو فكري، ثم صنعوا إسرائيل في
بقعة عربية مفدّسة، لتعينهم على إضعاف العرب، واستنزاف طاقاتهم،
ولتكون قاعدة لهم ايام السلم والحرب، وأمدّوها بكلِّ أسباب القوة،
ولهذا، لم يبق امام العرب غير طريق واحد: ان يأخذوا حقوقهم بالقوة،
وبالقوة وحدها، وسبيل القوة، هي الوحدة العسكرية بين العرب.
(1) دراسات في الوحدة العسكرية العربية: ص 0 2.
120