كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه

"وكانت تردد - كلما كلت وشبعت -: اللهئم كما أطعمتني، فأطعم
كل فقير" (1).
وقال عنها: "كانت تصحبني إلى المسجد القريب لصلاة المعرب،
ف! ذا قُضيت الصلاة، أصغيت معها من مقصورة النساء إلى مواعظ الملك
داود، ذي الأسلوب المؤثر، حتى تنهض لصلاة العشاء. . . فإذا أوينا إلى
النوم، أخذت بذكر الله والاستغفار، ئم لا تدعني حتى تتحقق من نومي،
فتتسلل لصلاة القيام.
ولطالما استيقظتُ على نشيجها أثناء ذلك، فاذا ما شعرتْ بي،
عادتْ لتحنو عليئ.
وآستمر هذا دأبها حتى توفّاها الله، وانا في السادسة عشرة، فكان
لوفاتها وقعٌ لا ينسى " (2).
وأبوه كان صالحأ، يعمل في التجارة وتربية المواشي، وكان يتطلع
إلى ولد صالح يرزقه الله إياه، فيتعلم علوم الدين والعربية، ويؤمه في
الصلاة، فرُزق محموداَ، فوجّهه الوجهة التي يريد، فانطلق إلى مشايخ
الموصل، يتعلم منهم القرآن والحديث واللغة العربية.
وهكذا نشأ الفتى في بيت علم وفضل ودين، يملى فيه القران في
الأمساء وا لأصباح، وتقام فيه ا لصلوات، ويلتزم كل مَنْ فيه بالدين الحنيف،
ويتعاونون على البرّ والتقوى، ويضتم في جنباته مكتبة عامرة بالكتب
والمصادر المطبوعة والمخطوطة.
(1) ا لإسلام رالنصر، ص 1 8.
(2) محمد المجذرب، علماء رمفكررن عرفتهم: 1/ 328.
13

الصفحة 13