كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه
في بغداد سنة 656 هفوجد الفروق هائلة أيضأ، غير أن قادة جيش
العباسيين كانرا مشغولين عن الحرب ومتطلباتها، بجمع الأموال،
والتطاول في البنيان، وحبّ الشهوات، فدفي بينهم الفساد، وهانت
نفوسهم عليهم، كما هانت عليهم كرامة الناس وأعراضهم 0. كانوا
لا يتسنّمون المناصب الرفيعة لكفايتهم العسكرية، ومزاياهم الإنسانية
السامية، ولتجربتهم الطويلة في معاناة الحر وب، وإنما لأنهم من (شلّة)
أصحاب السلطة، فباؤوا بالخذلان.
بينما كان جيش قطز خرج مهاجراً إلى اللّه ورسوله جمي!، ليست له
غاية سوى إدراك رضا الله تعالى، والجهاد بالأموال والأنفس لإعلاء
كلمته، فانتصر على التتار، وهذا يؤكد أهمية العقيدة في إحراز النصر.
وقد ءاكد الكاتب هذه المعاني في بحثه التالي (التدين من مزايا القائد
المنتصر) فركز على العفيدة كمزية من مزايا القائد المنتصر في تاريرخنا
أولاً، وفي المصادر الأجنبية ثانيأ. . وعاد واستشهد بما كتبه مونتكمري
عن علاقة الدين بالفيادة.
وفي بحث (شجاعة النبيّ مجنَي!) ذكر أهمية السيرة النبويّة بما تقدّمُ من
النماذج الرائعة الفذة عن شجاعة الرسول القائد في أيام السلم وأيام الحرب
معأ، وذكر بعضها في (بدر)، و (ا حد)، و (الخندق)، و (حنين)، وقال: إ ن
الرسول القائد! كنَكان يقود رجاله من (الأمام) يقول لهم: " اتبعوني
اتبعوني "، ولم يكن يقودهم من (الخلف)، ويقول لهم: "تقدموا. .
تقدّموا" ثم يأوي إلى مقر اَمن مريح، كما فعل ويفعل القادة المخذولون.
ثم قدم درسأ في بناء الرجال، استخلصه من سيرة الرسول القائد
ع! ي! الذي كان يبني الرجال ولا يحطّمهم، ويقوّم المعوجّ ولا يكسر 5،
ويضع الرجل المتاسب في المكان المناسب، ويوطف إمكانات كل منهم
149