كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه

واقعية وسوداوية، ولم يلجا إلى الخيال ليقتنص من سبحاته حادئة من هنا
وأخرى من هناد، ئم يركبها كيف شاء له خياله، ولا إلى الفن الذي يدتج
به القصصيون قصصهم، حسب العناصر التي استمدوهامن تاريخ القصة
العربية حيناً، والغربية في كثر الأحيان. . لم يتكلف حادثة، ولم يتزئد في
التفاصيل، وكأنه هنا مؤرخ، وليس كاتب قضة، وأهمّ صفة في المؤرخ:
الصدق والأمانة في النقل. .
ولهذا كان خطاب أميناً في نقله عن الواقع، ا لأمر الذي اكد صدقه،
وأضزَ بفنه، فصارت قصصه من صنف الحكايات التي تروي حوادث
وقعت، دون أن يتفنن كاتبها بزخرف من القول أو الخيال، لأنه حريص
على صدق ما ينقل، امين في رواية الحوادث.
إنه لا يريد من وراء ما يكتب دنيا يصيبها، ولايريد كسباً مادياً،
ولاشهرة، بل يريد الاَخرة لنفسه ولقرّائه؟ فقد انغمس الناس في أوحال
المادة حتى الذقون، وما عادوا يأبهون لدين أو خلق او اَخرة. . ضمرت
أرواحهم، وتوزم! أجسامهم. . خوت قلوبهم، وانتفخت جيوبهم،
وصار لسان حال الواحد منهم يقول:
"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً" فلا موت ولا قبر ولا حساب
ولا عقاب، بل انكباب على الشهوات، وتكاثر في الأرصدة والعقارات.
إنه قدم الحوادث بصدق، بلا تزويق، ولا رتوش فنية. . إنه يريد أ ن
يقدم العبرة والموعظة، لتقويم الفكر والسلوك معاً. يقول:
"اردت بعرضها معالجة بعض عيوبنا الفردية والاجتماعية ا اقي
نعاني منها، فكل جريمة لها عقاب، ومن ينجو من عقاب البشر، لا ينجو
161

الصفحة 161