كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه

يكون بعيدأ عنها، وعن اي مسؤولية، وتفرغّ للعلم وللعلم وحده. وقد
عُرضت عليه المشاركة في كل حكومة شكلت بعد عام 964 1 م ولكنه كان
يعتذر باستمرار.
وفي 7 ا من تموز 968 1 م عُئن وزيرأ للمواصلات، وكان يومها في
مصر، يعمل رئيسأ للجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية
التي اعدّت المعجمات العسكرية الأربعة الموخَدة، فاعتذر عن قبول هذا
المنصب، واَثر العمل في المجالات العلميّة، على العمل في المناصب
الحكومية، وبقي في الفاهرة، حتى أخرج المعجمات اَنفة الذكر، وكان هو
الذي اقترح توحيد هذه المصطلحات، وهو الذي وضعها في حيّز التنفيذ.
ومن طريف ما حدثني به، أن أخاه المستشار في محكمة النقض
ذهب إلى قيادة الجيش لياخذ راتب أخيه، ويرسله إليه، فأجابوه:
أخوك لم يعد في الجيش، صار وزيرأ، فراجع الوزارة. .
وذهب المستشار إلى الوزارة ليقبض الرا تب، فقيل له:
اخوك اللواء اعتذر عن قبول الوزارة، وهو من ملاك الجيش،
فاذهب إلى هناك.
وهكذا ضاع اللواء محمود بين الجيش والوزارة، وهو في مصر،
ولا يملك إلا راتبه لينفق منه، ولولا أصدقاؤه الكرام في مصر، من أمثال:
الشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ عبد الحليم محمود، وسواهما، لجاع
هو وأسرته في القاهرة.
وعندما عاد من مصر إلى بغداد عام 973 ام عرض عليه صديفه
أحمد حسن البكر رئيسر الجمورية، عدة مناص! حكومية رفيعة، ولكنه
اعتذر عن قبولها، وتفرغ كليأ لبحوئه ودراساته ومحاضراته في المعاهد
والمدارس والكليات العسكرية العربية.
23

الصفحة 23