كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه

تمكّن من فهم العصر وما يعتوره من مشكلات، وما تتطلبه من حلول في
ضوء الإسلام. ثم في الإخلاص دئه، بحيث لا يخاف - العالم - في الحقّ
لومة لائم. والثالث: الحفاظ على كرامة العلم، فلا يمتهنها بالحاجة لغير
الله. يقول:
"إن المسلمين اليوم في حاجة ماشة إلى قادة كخالد والمثنّى و. . .
إلا انّ حاجتهم إلى العلماء العاملين امسنُ واشد.
"هناك أزمة ئقة بين الشيوخ والشباب، ومردّ هذه الأزمة إلى فقدان
عنصر القدوة الصالحة في معظم الذين يُعدون في الشيوخ، ويظنون انّ كلّ
ما عليهم، هو أن يحسنوا عرض الموعظة السطحية، ولو كان سلوكهم
الشخصي أبعد ما يكون عما يدعون إليه " (1).
2 1 - مع الزعماء:
قال اللواء خطاب:
"لقد رأيت قبل اليوم - ولا أقول: زرت -كئيراَ من الملوك والرؤساء
والأمرء والوزراء والفادة والزعماء، وكثيراَ من ذوي الجاه والسلطان، في
نطاق البلاد العربية والدول الإسلامية وغير الإسلامية أيضاَ، فكان
شعوري عند رؤيتهم متفاوتاَ بين ا لاحترام، والسخرية، والرئاء:
احتراماَ للذين يعملون من اجل المصلحة العامة حقاَ، بكفاية
وإخلاص، منكرين أنفسهم، ناسين مصالحهم الشخصية. وما أقلَّهم!.
وسخرية من الذين لا يعرفون واقعهم واقدار أنفسهم، فيتخيلون
لأنفسهم عظمة لا وجود لها، وإنجازات لا حقيقة لها، ويصدّقون مَنْ
(1) محمد المجذوب - علماء ومفكرون عرفتهم: 1/ 4 4 3.
37

الصفحة 37