كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه

وشارك فيها مشاركة فعالة، وجُرح في تلك المعارك جروحاً بليغة غائرة،
وكان الأمل في بقائه على قيد الحياة ضئيلاً، ولكن الله سلمه (1).
ثم وهو ضابط (آمر فوج مشاة بالموصل) سنة 956 ام عندما نشبت
المظاهرات العارمة في الموصل، ضد العدوان الثلائي على مصر،
فتصدت الشرطة للمتظاهرين، وأطلقت النار عليهم، وسقط عدد من
الشهداء، وجُرح آخرون، فبادر إلى أن يتولى بنفسه مسؤولية الأمن
والنطام في الموصل، وحافظ على حياة المتظاهرين والشرطة، وطوق
الفتنة، وتصدى لبعض! عناصر السلطة التي كانت ترغب في التنكيل
بالناس دون مسوَّغ، على عادة الطواغيت في بلاد العرب والمسلمين،
واذى هذا إلى غضب تلك العناصر، فسعت إلى نقله من مدينته إلى
الديوانية، وحاولت إبعاده عن الجيش، ولكن الرجال الخئرين حالوا
دون ذلك (2).
وفي أثناء المذ الشيوعي ايام حكم عبد الكريم قاسم، تصدى
للشيوعيين، وحال بينهم وبين تنكيلهم بأبناء الشعب، قتلاً، وسحلاً،
وشنقاً، وعدواناً على الأموال والأعراض، فوشوا به إلى طاغية العراق -
وما اكثر الطغاة في العراق المظلوم على الزمان - فأمر باعتقاله وتعذيبه من
سنة 1959 م إلى منتصف عام 1961 م ثم افرج عنه، بعد أن ترك التعذيب
الوحشيئ اثره في جسده، في 43 كسراً في عظامه (3).
الثاني: جهاده في فلسطين، فقد تقدم - مختاراً -بطلب إلى المراجع
العسكرية عام 948 ام، وكان برتبة نقيب ركن، ليسمحوا له بالالتحاق
(1) المخطوطة عن حياته بخط يده: ص 13.
(2) المرجع السابق: ص 13.
(3) المرجع السابق.
43

الصفحة 43