كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه

وحتى يستعيدوا السيطرة الكاملة على المدينة وما حولها، وعلى المشركين
من قريس وا لقبا ئل ا لأخرى.
ومن أجل هذا انطلقت السرايا والدوريات والغزوات التي قادها
الرسول القا ئد! بنفسه، واستخدم فيها عنصر المباغتة، بمسيره الليلي،
وبالهجوم فجراَ، وبخوض قتال المدن والشوارع. . وكانت مرحلة دامية،
كافح فيها المسلمون بقيادة نبيهم! لًخرِو كفاح الأبطال الميامين، وقدموا
الشهداء، وعاشوا عيشة ضنكأ، وتوج المشركون هذه المرحلة، بغزوة
الأحزاب التي هدف المشركون من ورائها، إلى القضاء على المسلمين،
وانتهاب أموالهم وذراريهم. ولكن اليهود والمشركين فشلوا في تحقيق
هدفهم، لأسباب، هي: أن قيادتهم لم تكن موحدة، ولمباغتتهم بالخندق
الذي حفره المسلمون، وبسبب الطقس الذي لم يمكنهم من الحصار
الطويل للمدينة، ولانعدام الثقة بين الأحزاب أنفسهم من جهة، وبينهم
وبين ا ليهود من جهة أخرى، ولنفاد صبر ا لأحزاب من طول مدة ا لحصار.
بينما كانت قيادة المسلمين كفؤةَ، حازمة، رشيدة، أمرت بحفر
الخندق، وشارك الرسول القائد ع! م نفسه بالحفر، وسهر على حراسة
ا لخندق، وسيطرته التا مة على أصحا به.
كما أن قيادة المسلمين لجأت إلى أسلوب جديد في الدفاع ورد
الغزاة، هو حفر الخندق الذي لم يكن للعرب سابق عهد به، واستخدمت
الخدعة في الحرب، عن طريق الصحابي الجليل: نعيم بن مسعود.
وهكذا فشل اليهود والمشركون في غزوة الخندق، وهي المعركة
الفاصلة الثانية في تاريخ ا لإسلام والمسلمين.
وبهذا الفشل، انتقل المسلمون من دور الدفاع إلى دور الهجوم،
لذلك قال الرسول القائد -لجيم لأصحابه بعد انسحاب الأحزاب: "الاَن
نغزوهم ولا يغزونا ".
66

الصفحة 66