كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه

الباهلي، وفتج حبيب بن مَسْلَمَة الفهري، إلى ان وصل إلى (عبرة الفتح)
في استقامة السلف الصالح، وتعففهم، ورغبتهم فيما عند اللّه، لا فيما
عند الناس، لذلك انتصروا بمبادئهم العالية، اكثر من انتصارهم بسيوفهم
البتّارة. وفي الحرب العادلة التي خاضوها، وهي حرب ضدّ الظلم،
والاستغلال، والاستعباد، فاستحوذوا على ثفة الشعوب المغلوبة،
فتعاونت هذه الشعوب مع الفاتحين العادلين.
ثم تحدّث عن استعادة فتح ارمينية التي انتقضت وثارت على العرب
والمسلمين الذين كانوا يقتتلون فيما بينهم، في فتن كقطع الليل المظلم،
ثم استقلت عن الدولة الإسلاميّة.
تحدث عن جهاد محمد بن مروا ن، ومَسْلَمَةبن عبد ا لملك، وا لجرّاح
ابن عبد الله الحكمي، وسعيد بن عمرو، ومروان بن محمد، وكيف
استعادوها بصعوبة وتضحيات جسام، ثم خلص إلى العبرة المستخلصة
من استعادة فتح ارمينية فقال:
" وكان المسلمون الأولون يحرصون على تعلُّم القران الكريم،
والحديث الشريف، واللغة والتاريخ، وعلى تعليمها، لتفويم عقولهم
وقلوبهم والسنتهم، لبناء الفرد المسلم إنسانأ، ولبناء المجتمع الإسلاميّ
افة، حتى يرئى الفرد مثاليأ وحتى لا تُقهر الأمة أبداً.
"وكان الفرد يعتبر بالتاريخ ليتأسَّى بالمحسنين، فيسجّل بأعماله
صفحات من نور في تاريخ امته، ويترفّع عن اخطاء المسيئين حتى لايسوِّد
صفحات أمّته، ويلحق بها العار" (1).
(1) قادة الفتح الإسلامي في أرمينية: ص 99.
84

الصفحة 84