كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه

الفصل الأول
لمحات من حياته
عصره:
عاش اللواء خطاب عصراَ متفخراَ من أعنف العصور عنفأ، وأمزها
مرارات. . فعلى مستوى العالم، تفجرت حربان عالميتان فاجرتان أكلتا
عشرات الملايين من الأرواح، ودمرتا ما لم تدمّره الحروب الأخرى منذ
اول حرب نشبت بين بني البشر، من بدء الخليقة حتى اليوم. . وتفخرت
ثورات حمراء داميات في كل أرجاء المعمورة.
وعلى مستوى العالم الإسلامي كانت الحرائق في بيوتات ذلك
العالم التعيس البا ئس، فد أتت على أخضره وهشيمه، وتركته مِزَقأ وأنقاضأ
بمعاول اعدائه في الداخل وا لخارج، وكانت معاول ا لداخل أضرى ضرا وة،
وأشذ بأسأ، لأن (الخارج) كا ن قد أعذَها، وأحدها، لتكون فتاكة تأتي على
بنيان العروبة والإسلام من الجذور، وباسم العروبة هنا، وباسم الإسلام
هناك وهنالك، والعروبة والإسلام من هؤلاء وأولئك براء.
وكان نصيب العراق كبيراَ من تلك الحرائق والمعاول، وكا ن الأبأسَ
والأتعسَ بعد فلسطين الذبيحة، وشعبها المجاهد الذي فدّم وشعبَ العراق
ما لم تقذمه سائر الشعوب العربية والإسلامية الأخرى. .
وكان خطاب شاهد القرن على تلك الكوارث والمآسي التي اجتاحت
عراقه الحبيب الغالي الذي بذل من أجل إنهاضه الكثير، وكان العقوق
جزاءه.

الصفحة 9