كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه

"وكل جيش في العالم مؤلف من عنصرين: عنصر مادي، وعنصر
معنوي".
" والمعنويات هي العقيدة، وقد أثبت تاريخ ا لأمم أن الجيوش لاتهزم
لقلَّة مواردها، بل لضعف عقيدتها"، وقد قرر عباقرة العسكريين أ ن
المعنويات كانت، ولا تزال، وستبقى عاملاً حاسمأ في إحراز النصر.
وعَرَّفَ القيادة بأنها الأعمال التي يضطلع بها القائد في قيادة الجنود،
والفائد من كان على رأس الجماعة، وكان للجماعة راسأ يتبعه الناس. ثم
تساءل:
ما علاقة القيادة بالعقيدة؟
واجاب بأنه لا بد للإجابة على هذا التساؤل، من مراجعة تراثنا
العربي الإسلامي أولاً، والمصادر العسكرية الحديثة ثانيأ.
وفي بحثه (مع التراث العربي الإسلامي) جال جولات في هذا
التراث المتميز بأصالة بحوثه العسكرية، ودقّتها، وشمولها، فقد بلغ
العرب في العلوم العسكرية شأواً بعيداً، حتى إن صفات الفائد مسطرة
ليس في الكتب العسكرية وحسب، بل في كتب الفقه ايضأ. . وقد اقتصر
المؤلف على خمسة كتب منها، وكلها تؤكد أن القائد العسكري يجب "أن
يجعل راس سلاحه في حربه: تقوى الله وحده، وكثرة ذكره، والاستعانة
به، والتوكل عليه، والفزع إليه، يسأله التأييد والنصر، والسلامة والظفر،
وأن يعلم أن ذلك إنما هو من اللّه جل ئناؤه، لمن شاء من خلفه، وكيف
شاء، لا بالأرب منه والحيلة، والاقتدار والكثرة، وأن يبرأ إليه - جلّ
وعزّ - من الحول والقوة، في كل امر ونهي ووقت وحال، وألا يدع
91

الصفحة 91