كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

{الَّذِينَ يَظُنُّونَ} يوقنون {أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ} فيجازيهم على طاعتهم وإخلاصهم
{وَاتَّقُواْ يَوْماً} خافوا يوم القيامة {وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} بدل أو فدية
{يَسُومُونَكُمْ} يظلمونكم أشد الظلم؛ من سامه خسفاً: إذا أولاه ظلماً {وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ} يتركونهن أحياء، أو يفعلون بهن ما يخل بالحياء {بَلاءٌ} بلية ومحنة
{وَإِذْ فَرَقْنَا} فصلنا وفلقنا
{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} وذلك لما دخل بنو إسرائيل مصر - بعد هلاك فرعون - ولم يكن لهم كتاب يرجعون إليه: وعد الله تعالى موسى أن ينزل عليه كتاباً «التوراة» وضرب له ميقاتاً: {وَلَمَّا جَآءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} {ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ} عبدتموه؛ وهو العجل الذي صنعه لهم السامري من حليهم؛ وكان الشيطان يدخل في جوفه ويخور كما يخور العجل قال تعالى: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ} وقيل: صنعه بحيث إذا تعرض للهواء: أصدر صوتاً يشبه خوار العجل
{وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} التوراة {وَالْفُرْقَانِ} الذي يفرق بين الحق والباطل {بَارِئِكُمْ} خالقكم
{فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ} أي ليقتل البريء منكم المذنب؛ ولا يتستر عليه لقرابته، أو لمحبته. وقيل: كانت التوبة عندهم أن يقتل التائب نفسه إثباتاً لصدق توبته. أو المراد بقتل النفس: كبح جماحها، وقتل شهواتها، والحيلولة دون سطوتها وتسلطها، وتمردها على الحق؛ ويكفي في التوبة: الإقلاع عن المعصية، ورد المظالم، واجتناب المحارم {الصَّاعِقَةُ} نار تنزل من السماء؛ ذات أصوات
{ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ} أي من بعد أخذ الصاعقة لكم، ومعاينة أسباب الموت وموجباته.
ولعل المراد بالبعث هنا: من خلفهم من ذراريهم وأبنائهم
{الْغَمَامِ} السحاب {الْمَنَّ} طل ينزل من السماء وينعقد عسلاً. أو هو كل ما يمنّ الله تعالى به على الإنسان
-[11]- {وَالسَّلْوَى} قيل إنه السمائي؛ الطائر المعروف. أو هو كل ما يتسلى به؛ من فاكهة ونقل، ونحوهما {كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} من الرزق الحلال المبارك (انظر آيتي 172 من هذه السورة و58 من الأعراف) {وَمَا ظَلَمُونَا} بكفرهم ومعاصيهم {وَلَكِن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بتعريضها للعذاب الأليم المقيم

الصفحة 10