كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

{أَفَتَطْمَعُونَ} أيها المؤمنون {أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ} أي تؤمن لكم اليهود عن طريق النظر والاستدلال؟ وكيف يكون ذلك {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ} أي من أسلافهم، ومن هم على شاكلتهم؛ وهم قوم موسى {يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللَّهِ} في التوراة؛ ويعلمون تمام العلم أنه حق - بما ظهر لهم من الآيات المتتالية، والمعجزات المتوالية - {ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} يغيرونه، ويبدلونه؛ متعمدين معاندين {مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} فهموه بعقولهم
{وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوا آمَنَّا} بأنكم على الحق، وأن رسولكم هو المبشر به في التوراة {وَإِذَا خَلاَ} انفرد ورجع {بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُواْ} أي قال الذين لم ينافقوا ولم يؤمنوا للذين نافقوا بقولهم «آمنا» قالوا لهم: {أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} عرفكم في التوراة من نعت محمد {لِيُحَآجُّوكُم} ليقيموا عليكم الحجة
{وَمِنْهُمْ} أي من اليهود {أُمِّيُّونَ} لا يقرأون، ولا يكتبون {إِلاَّ أَمَانِيَّ} إلا أكاذيب. وقيل: «أماني»: قراءة. والمعنى: إنهم يقرأون بغير فهم، ولا علم، ولا تدبر
{فَوَيْلٌ} الويل: حلول الشر، وشدة العذاب {لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ} التوراة {بِأَيْدِيهِمْ} مغيرين فيها ومبدلين؛ طبقاً لأهوائهم.

الصفحة 14