كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

سورة البقرة
{الم} قيل: إن المعنى: ألف، لام، ميم
{ذَلِكَ الْكِتَابُ} أي إن هذا الكلام البليغ المعجز: مكون من جنس الأحرف التي يتكون منها كلامكم؛ وهي الألف، واللام، والميم؛ وهكذا. وقيل: إن «آلم»: اسم للسورة، وهكذا سائر أوائل السور المكونة من الأحرف. وقيل: غير ذلك. وجميع ما ذكر في هذا الصدد لا يرتاح إليه الضمير،؛ والله تعالى أعلم بما يريد.
وقد جاءت {الم} في بدء ست سور من القرآن الكريم: البقرة، وآل عمران، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة. وزيدت عليها الصاد في الأعراف: {المص} وزيدت عليها الراء في الرعد: {المر} (انظر آية 1 من سورة غافر) {لاَ رَيْبَ} لا شك
{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} بما غاب عنهم؛ من أمر البعث والحساب، وغير ذلك؛ مما غاب عن البصر، ولم يغب عن البصيرة {وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ} من الثمار والأموال والخيرات {يُنْفِقُونَ} يتصدقون على الفقراء والمعوزين (انظر آيتي 44 من سورة الروم، و107 من سورة الصافات)
{والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ} من القرآن {وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ} على من تقدمك من الرسل: كالتوراة على موسى، والإنجيل على عيسى، والزبور على داود؛ عليهم السلام. والمراد أنهم يؤمنون بالرسول عليه الصَّلاة والسَّلام وما أنزل إليه، وبالرسل المتقدمة - الذين جاء ذكرهم في القرآن - وصدق دعواهم: «قولوا آمنا ب الله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى
-[4]- وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون» {وَبِالآخِرَةِ} وما فيها من نعيم مقيم، وعذاب أليم {هُمْ يُوقِنُونَ} يؤمنون بالقيامة وما فيها تمام الإيمان؛ من غير شك ولا شبهة

الصفحة 3