كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

{إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً} ابتلاء {لَّهُمْ} وامتحاناً {فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ} انتظرهم يا صالح، واصبر على أذاهم
{وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ} لهم يوم يستقون فيه، وللناقة يوم تشرب فيه
{فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ} واحداً منهم ليقتل الناقة.
قيل: اسمه قدار {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} فتناول السيف؛ فقتل به الناقة؛ فاستوجبوا على أنفسهم العذاب الموعود
{إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً} صاحها بهم جبريل عليه السلام والصيحة: العذاب، أو هي مقدمة لكل عذاب {فَكَانُواْ كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} الهشيم: الشجر اليابس المتهشم، المتكسر. والمحتظر: الذي يجعل لغنمه حظيرة من الهشيم
{حَاصِباً} ريحاً تحصبهم - أي ترميهم - بالحجارة {إِلاَّ آلَ لُوطٍ} ابنتاه، ومن آمن معه {نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ} وقت الصبح؛ حين أنزل الله تعالى العذاب بقوم لوط
{بَطْشَتَنَا} أخذنا لهم بالعذاب {فَتَمَارَوْاْ} فكذبوا
{وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ} بأن طلبوا منه تسليم الملائكة - حينما نزلوا عليه في صورة الأضياف - ليأتوا بهم الفاحشة أعميناها
{بُكْرَةً} أي باكراً من التبكير {عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ} دائم، متصل بعذاب القيامة: يصاحبهم حتى يسلمهم للموت، والموت يسلمهم لعذاب القبر، وعذاب القبر يصحبهم إلى يوم القيامة؛ حتى يروا العذاب الأكبر؛ نعوذ ب الله تعالى من غضبه وعذابه
{وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ} هو وقومه معه {النُّذُرُ} جمع نذير. أي جاءهم الإنذار معاداً متكرراً بالعذاب المتوقع
{كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا} وهي الآيات التسع؛ التي أوتيها موسى {فَأَخَذْنَاهُمْ} بالعذاب الموعود
-[655]- {أَخْذَ عِزِيزٍ} قوي {مُّقْتَدِرٍ} تام القدرة؛ لا يعجزه شيء، ولا يفر من عذابه مذنب

الصفحة 654