{وَمَنْ أَظْلَمُ} أي لا أحد أظلم {مِمَّنِ افْتَرَى} اختلق {عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} بأن كذب بآياته وبرسله {وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلاَمِ} الذي ينجيه من الضلالة والجهالة، ويخلصه من ظلمات الكفر {وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي} إلى دينه {الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} الذين يدفعون المعجزات بالتكذيب، والآيات بالإنكار
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ} أي ليبطلوا نور الحق الذي جاء به محمد؛ بما يقولونه {بِأَفْوَاهِهِمْ} من أنه ساحر، وأن ما جاء به سحر
{وَدِينِ الْحَقِّ} الإسلام؛ الذي هو حق كله {لِيُظْهِرَهُ} ليعليه {عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} اسم جنس؛ أي ليظهره على سائر الأديان
{يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} لما كان الله تعالى بمنه وكرمه يثيب على الإيمان والعمل الصالح؛ شبه هذا الثواب، والنجاة من العذاب بالتجارة؛ فمن قدم عملاً صالحاً: لقي جزاء رابحاً، ومن قدم إحساناً: لقي جناناً، ومن أرضى مولاه: أرضاه ربه وكرمه ونعمه فلا تجارة أنجح من هذه التجارة، ولا فوز أربح من هذا الفوز
{ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} ما يصلحكم، وما ينجيكم