كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

{فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} جنات الإقامة؛ من عدن بالمكان: إذا أقام فيه
{وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّن اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} أي ويمن عليكم بخصلة أخرى تحبونها؛ وهي النصر، والفتح القريب {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} يا محمد - في الدنيا - بالنصر والفتح القريب، وفي الآخرة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت {ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
{قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} وهم أنصار عيسى عليه السلام، وحواري الرجل: خاصته وأنصاره {فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ} غالبين.
سورة الجمعة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} أي يقدسه، وينزهه كل شيء فيهما: من ملك، وإنس، وجن، وحيوان، ونبات، وجماد. (انظر آية 44 من سورة الإسراء) {الْمَلِكِ} المالك؛ الذي لا ملك سواه، ولا سلطان لمن عداه، ولا سعادة لمن عاداه {الْقُدُّوسِ} المنزه عن النقائص {الْعَزِيزِ} الغالب الذي لا يغلب {الْحَكِيمِ} في صنعه
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ} الذين لا يقرأون؛ لأن أمة العرب كانوا لا يقرأون ولا يكتبون من بين سائر الأمم. وقيل: «الأميين» نسبة إلى أم القرى مكة زادها الله تعالى شرفاً {رَسُولاً مِّنْهُمْ} أي من بني جلدتهم، ومن جنسهم، أمياً مثلهم: وهو محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام
-[686]- {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} المنزلة من لدنه؛ بواسطة ملائكته عليهم السلام {وَيُزَكِّيهِمْ} يطهرهم من دنس الشرك، وخبائث الجاهلية {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ} القرآن {وَالْحِكْمَةَ} الأحكام، وما يليق بذوي الأفهام {وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ} إرساله إليهم {لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} فقد كانوا يئدون بناتهم خشية الإملاق؛ فعرفهم أن خالقهم قد تكفل بأرزاقهم {نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم} وكانوا يرثون النساء ويعضلوهن؛ فنهاهم عن ذلك، وأمرهم بإكرامهن {لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَآءَ كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ} وكانوا يصنعون أصنامهم بأيديهم، ثم يعبدونها. فقبح عملهم، وسفه أحلامهم {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} {أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً} {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}

الصفحة 685