كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ} أي إذا رأيت هؤلاء المنافقين {تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} لأنهم أصحاء أقوياء {وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} لأنهم بلغاء فصحاء {كَأَنَّهُمْ} لخلوهم من الفائدة، وحرمانهم من النفع
{خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ} لأنهم أجرام خالية من الإيمان {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} لأنهم جبناء {هُمُ الْعَدُوُّ} حقيقة {فَاحْذَرْهُمْ} لأنهم يشيعون الذعر في صفوف الجنود، أكثر مما يشيعه الأعداء المحاربون {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ} لعنهم وطردهم من رحمته {أَنَّى يُؤْفَكُونَ} كيف يصرفون عن الحق مع وضوحه؟
{لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ} تكبراً {وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ} يعرضون {وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ} عن الإيمان
{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ} للأغنياء {لاَ تُنفِقُواْ عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ} من فقراء المؤمنين؛ الذين يمتون إليهم بالرحم والقرابات {حَتَّى يَنفَضُّواْ} يتفرقوا عن الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه {وَلِلَّهِ} وحده {خَزَآئِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} يعطي منها من شاء، ويمنع من شاء {وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ} لعمى قلوبهم {لاَ يَفْقَهُونَ} هذه الحقيقة البديهية؛ ومن غفلتهم أيضاً أنهم
{يَقُولُونَ لَئِن} من غزوة بني المصطلق {لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ} الأعظم، والأقوى؛ يعنون بذلك أنفسهم؛ لغناهم وتكبرهم {مِنْهَا} أي من المدينة {الأَذَلَّ} الأضعف. عنوا بذلك المؤمنين؛ لفقرهم وتواضعهم {وَلِلَّهِ} وحده {الْعِزَّةُ} الغلبة والقوة؛ يهبهما لمن شاء من عباده {وَلِرَسُولِهِ} أيضاً العزة؛ يضفيها على أتباعه {وَلِلْمُؤْمِنِينَ} وليست لكم؛ لأن العزة لا تكون إلالله وبالله؛ وأنتم عنه بعداء

الصفحة 688