كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

سورة الملك

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{تَبَارَكَ} تعالى وتقدس عن صفات المخلوقين {الَّذِي بِيَدِهِ} أي تحت تصرفه، وطوع إرادته، ورهن مشيئته {الْمُلْكُ} السلطان والقدرة
{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ} في الدنيا {وَالْحَيَاةَ} في الآخرة؛ أو خلقهما في الدنيا؛ لأن إيجاد الحياة في النطفة: إحياء لما يتخلق منها {لِيَبْلُوَكُمْ} ليختبركم ويمتحنكم {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} فيجزيه في الدنيا، ويحييه فيها حياة طيبة، ويكرمه في الأخرى وينعمه {وَهُوَ الْعَزِيزُ} القادر على الإكرام، وعلى الانتقام {الْغَفُورُ} لمن تاب وأناب
{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً} مطابقة؛ بعضها فوق بعض {مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ} أي في مخلوقاته: صغيرها وكبيرها، حقيرها وجليلها، نفيسها وخسيسها {مِن تَفَاوُتِ} التفاوت: عدم التناسب والتناسق {فَارْجِعِ الْبَصَرَ} أي رده إلى مصنوعات الله تعالى {هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ} أي هل ترى من عيب أو خلل. والفطر: الشق
{ثُمَّ ارجِعِ} عادوه {كَرَّتَيْنِ} مرة بعد مرة، وكرة بعد كرة {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ} أي يرجع إليك بصرك ذليلاً حسيراً. والمعنى: أن بصرك لن يرى عيباً ولا خللاً؛ مهما بحث ونقب عن عيب أو خلل
{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا} السماء الأولى، القريبة من الأرض {بِمَصَابِيحَ} بكواكب؛ هي منها بمثابة المصابيح المضيئة؛ وهي النجوم {وَجَعَلْنَاهَا} أي جعلنا هذه النجوم - فضلاً عن كونها مصابيح تضيء لكم - {رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ} بأن ينفصل شهاب من النجم - كالقبس من النار - فيمحق الشيطان الصاعد لاستراق السمع {وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ} أي أعددنا للشياطين

الصفحة 698