{سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ} أي سمعوا لها صوتاً منكراً، وهي تغلي بهم
{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ} جعلت كالمغتاظة؛ استعارة لشدة غليانها بهم، وإيلامها لهم {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ} جماعة {سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ} الملائكة الموكلون بها {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} رسول ينذركم ما أنتم عليه الآن من العذاب
{فَسُحْقاً لأَصْحَابِ السَّعِيرِ} فبعداً لهم عن رحمة الله
{إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ} يخافونه قبل معاينة العذاب، ويؤمنون به من غير أن يرونه
{إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} بخفايا القلوب؛ لأنها من خلقته تعالى، ويعلم ما تهجس به
{أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ} بعباده {الْخَبِيرُ} بخلقه
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً} لينة، سهلة، مذللة {فَامْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا} في جوانبها ونواحيها؛ طلباً للرزق {وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ} الذي يرزقكم به {وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} مرجعكم بعد بعثكم إن عصيتم
{مَّن فِي السَّمَآءِ} {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمآءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} بعد أن جعلها لكم ذلولاً، تمشون في مناكبها، وتأكلون من رزقه: يخسفها بكم - لكفرانكم بتلك النعم - كما خسفها بقارون {فَإِذَا هِيَ} بعد استقرارها {تَمُورُ} تضطرب وتتحرك، ثم تنقلب بكم؛ فتدفنكم في جوفها
{حَاصِباً} حجارة من السماء، أو ريحاً ترمي بالحصباء؛ وهي الحصى {فَسَتَعْلَمُونَ} وقتذاك {كَيْفَ نَذِيرِ} أي كيف كان إنذاري لهم بالعذاب، وكيف تحقق ذلك الآن