كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

{هَّلَكَ} ذهب ومضى وامحى {عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} قوتي وحجتي، وعزي وهيبتي؛ فيقال لملائكة العذاب
{خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} وهو قول الله تعالى لخزنة جهنم، أو قول بعضهم لبعض بأمر ربهم
{ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} أدخلوه
{ذِرَاعاً} طولها {فَاسْلُكُوهُ} فأدخلوه
{فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ} صديق يدفع عنه العذاب
{وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ} غسالة أهل النار، وما يسيل منهم من الصديد
{فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ *
وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ} أقسم تعالى بالمشاهدات والمغيبات، أو بالدنيا والآخرة، أو بالأجسام والأرواح، أو بالإنس والجن، أو بالنعم الظاهرة والباطنة، أو بالخلق والخالق
{إِنَّهُ} أي القرآن {لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} هو محمد عليه الصلاة والسلام؛ عن رب العزة جل شأنه وعز سلطانه
{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ} كما تفترون
{وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ} كما تزعمون. والكاهن: العراف الذي يتكهن بالغيب {قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} تتعظون وتعتبرون
{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ} أي لو افترى علينا محمد كما تتهمونه
{لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} أي لأخذناه بالقوة والشدة
{ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} الوتين: نياط القلب؛ وهو عرق فيه؛ إذا انقطع: مات صاحبه. وهو تصوير لإهلاكه بأفظع ما يفعله الملوك: يؤخذ بالشدة والقسوة؛ ثم تقطع رأسه
{فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} أي في هذه الحال لا يستطيع أحد أن يمنع عنه عذابنا وتنكيلنا
{وَإِنَّهُ} أي القرآن {لَتَذْكِرَةٌ} لعظة
{وَإِنَّهُ} أي التكذيب بالقرآن، أو الإشارة إلى القرآن نفسه {لَحَسْرَةٌ} وندامة يوم القيامة {عَلَى الْكَافِرِينَ} حين يرون ما أعده الله تعالى لمن صدق به من النعيم المقيم، ولمن كذب به من العذاب الأليم
{وَإِنَّهُ} أي القرآن، أو العذاب {لَحَقُّ الْيَقِينِ} أي للحق من ربك يقيناً
{فَسَبِّحْ} نزه وقدس {بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} الذي يصغر كل عظيم أمامه

الصفحة 707