كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

سورة المعارج

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} هو النضربن الحارث؛ حيث قال مستهزئاً «اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم»
{مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ} السماوات التي تعرج منها وإليها الملائكة، أو هي المصاعد التي تصعد بها الملائكة لتلقي أوامر ربها
{تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ} أي تصعد الملائكة وأرواح الخلائق، أو «الروح» جبريل عليه السلام {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} هو بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج؛ على منهاج التمثيل والتخييل؛ أي إنهم يصعدون في اليوم الواحد: ما لا يستطاع بلوغه في خمسين ألف سنة. أو هو يوم القيامة يراه الكافر - لكثرة عذابه وشدة بلائه - كخمسين ألف سنة
{فَاصْبِرْ} يا محمد على أذى قومك {صَبْراً جَمِيلاً} لا جزع فيه، ولا تضجر منه
{إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ} أي يوم القيامة {بَعِيداً} أي مستحيلاً
{وَنَرَاهُ قَرِيباً} واقعاً لا محالة
{يَوْمَ تَكُونُ السَّمَآءُ كَالْمُهْلِ} كالمعدن المذاب أو كدردي الزيت، أو كالقطران
{وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} أي كالصوف المنفوش
{وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً} أي لا يطلب صاحب من صاحبه شيئاً؛ وإن طلب فلا يجاب؛ لانشغال كل واحد بما هو فيه. والحميم: القريب والصديق
{يُبَصَّرُونَهُمْ} أي يبصر القريب قريبه، والصديق صديقه، لكنه لا يستطيع أن يسأله شفاعة أو أمراً من الأمور {لِكُلِّ امْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}
{وَصَاحِبَتِهِ} زوجته
{وَفَصِيلَتِهِ} عشيرته {الَّتِي تُؤْوِيهِ} تضمه وتكلؤه
{ثُمَّ يُنجِيهِ} ذلك الافتداء
{كَلاَّ} لن يكون شيء مما أراده
-[709]- {إِنَّهَا لَظَى} لظى: علم للنار؛ من اللظى: وهو اللهب

الصفحة 708