كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

{عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} جماعات، أو فرقاً شتى. أصلها عزة؛ وهي الفرقة. قائلين استهزاء بالمؤمنين: لئن دخل هؤلاء الجنة؛ لندخلنها قبلهم، فنحن أحق بها منهم؛ لنسبنا وغنانا. قال تعالى رداً عليهم
{أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلاَّ} لن يدخلها أحد منهم، ولن يشم ريحها
{إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ} أي من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة؛ فليس لهم فضل على غيرهم يستوجبون به الجنة؛ إنما الفضل بالأعمال والتقوى. فمن اتقى دخل الجنة، ومن عصى دخل النار
{فَلاَ أُقْسِمُ} أي أقسم {بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} مشارق الشمس والقمر وسائر الكواكب، ومغاربها. وسر القسم بها: لفت النظر لعظمها وعظمة خالقها وموجدها، وتمهيد لذكر قدرته تعالى على كل شيء {إِنَّا لَقَادِرُونَ *
عَلَى أَن} نهلكهم، و {نُّبَدِّلَ} خلقاً آخر {خَيْراً مِّنْهُمْ} إيماناً وتصديقاً وطاعة {وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} بعاجزين عن أن نفعل ذلك، أو «بمسبوقين» إلى هذا الخلق والتبديل؛ بأن سبقنا أحد إليه
{فَذَرْهُمْ} دعهم في كفرهم وباطلهم {حَتَّى يُلاَقُواْ يَوْمَهُمُ} يوم القيامة {الَّذِي يُوعَدُونَ} فيه بالعذاب {الَّذِي يُوعَدُونَ} للبعث
{مِنَ الأَجْدَاثِ} القبور {سِرَاعاً} مسرعين {كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ} النصب: هو كل ما نصب، وعبد من دون الله تعالى {يُوفِضُونَ} يسرعون
{تَرْهَقُهُمْ} تغشاهم.
سورة نوح

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ} بالعذاب الموعود على التكذيب. ونوح: هو أبو البشر الثاني، ومن أولي العزم. وأبناؤه: سام، وحام، ويافث.

الصفحة 710