كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

{وَاللَّهُ أَنبَتَكُمْ مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتاً} بخلق أبيكم آدم منها
{ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا} بعد موتكم {وَيُخْرِجُكُمْ} منها {إِخْرَاجاً} عند بعثكم
{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطاً} منبسطة كالبساط
{سُبُلاً فِجَاجاً} طرقاً واسعة، أو طرقاً مختلفة
{قَالَ نُوحٌ} عندما رأى إصرار قومه على الكفر، وعزوفهم عن الإيمان، وتمسكهم بعبادة الأصنام {رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي} واستهانوا برسالتي وشريعتك {وَاتَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً} إلا طغياناً وكفراً؛ وهم الأغنياء
{وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً} مكراً عظيماً كبيراً
{وَقَالُواْ} أي قال السادة والأغنياء؛ للضعفاء والفقراء {لاَ تَذَرُنَّ} لا تتركن {آلِهَتَكُمْ} التي تعبدونها {وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} هي أسماء أصنام كانوا يعبدونها؛ وكان «وداً» على صورة رجل، و «سواعاً» على صورة امرأة «ويغوث» على صورة أسد و «يعوق» على صورة فرس و «نسراً» على صورة نسر. لعنهم الله تعالى أنى يؤفكون {وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ}
الكافرين {إِلاَّ ضَلاَلاً} على ضلالهم. وقد طلب لهم العقوبة من جنس أعمالهم؛ لأنهم
{وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً}
{مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً} أي بسبب خطاياهم أغرقوا بالطوفان، وأدخلوا النيران
{رَّبِّ لاَ تَذَرْ} لا تترك {عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً} الديار: كل من يسكن الديار، أو هو كل من يدور: أي يمشي على وجه الأرض
{إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ} إن تتركهم بلا تعذيب، ولا إهلاك {يُضِلُّواْ عِبَادَكَ} بصرفهم عن الإيمان، وبتعذيبهم. يقال: أضله: إذا أضاعه وأهلكه {وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً} رب قائل يقول: ومن أين لنوح أن يقطع بأن قومه لا يلدوا إلا فاجراً كفاراً؟ والجواب على ذلك: أنه علم ذلك من قوله تعالى: {أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ}

الصفحة 712