{وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَآءَ} تحسسنا الطريق إليها كعادتنا. والمراد: طلبناها {فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً} من الملائكة؛ يمنع كل من يقترب منها {وَشُهُباً} أي وملئت نجوماً محرقة؛ تحرق كل من اقترب من السماء. وهذا على خلاف العادة: قبل بعثته
{وَأَنَّا كُنَّا} قبل ذلك {نَقْعُدُ مِنْهَا} أي نقعد بقرب السماء {مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ} فنسمع بعض ما يدور فيها، وما يصدر من الأوامر؛ أما الآن {فَمَن يَسْتَمِعِ} أي من يحاول الاستماع من السماء {يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً} شهاباً ينتظره بالمرصاد
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ} المؤمنون الطائعون {وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} الكافرون العاصون {كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً} مذاهب متفرقة، وأدياناً مختلفة، وأهواء متباينة
{وَأَنَّا ظَنَنَّآ} تأكدنا {أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ} أي لن نفوته، ولن ننجو من عقوبته إذا أراد
{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى} القرآن {فَلاَ يَخَافُ بَخْساً} نقصاناً من ثوابه {وَلاَ رَهَقاً} أي ولا يخاف إثماً، ولا ترهقه ذلة
{وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ} الكافرون، الجائرون. قسط: جار. وأقسط: عدل
{وَأَلَّوِ اسْتَقَامُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ} المثلى؛ وهي الإيمان ب الله تعالى {لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً} أي كثيراً من الإغداق. والمراد بذلك سعة الرزق؛ حيث إن الماء سبب للخصب والرخاء
{لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} لنختبرهم: أيشكرون أم يكفرون؟ {يَسْلُكْهُ} يدخله {عَذَاباً صَعَداً} شاقاً
{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} المساجد: موضع السجود {فَلاَ تَدْعُواْ} لا تعبدوا