كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً} أي راحة، أو موتاً؛ قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ}
{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً} ستراً يستركم؛ كما يستر اللباس الجسم عن الأبصار
{وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً} تقومون فيه لمعاشكم، أو هو وقت حياة: تبعثون فيه من نومكم؛ الذي هو الموتة الصغرى كما في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً}
{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً} السموات
{وَجَعَلْنَا} لكم {سِرَاجاً وَهَّاجاً} الشمس
{وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ} السحب، وسميت بالمعصرات: لأنها تتحلب بالمطر، وأعصروا: أمطروا. وقيل: «المعصرات» الريح تعتصر السحاب فيمطر؛ ومنه الإعصار: وهو الريح تثير السحاب {مَآءً ثَجَّاجاً} سيالاً، منصباً بكثرة
{وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً} أي بساتين ملتفة الأشجار
{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً} وقتاً؛ يثاب فيه المؤمن، ويعاقب فيه الكافر
{يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ} القرن؛ ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام بأمر ربه {فَتَأْتُونَ} من قبوركم إلى الموقف
{أَفْوَاجاً} جماعات جماعات، وزمراً زمراً
{فَكَانَتْ سَرَاباً} أي لا شيء، وكان مكانها منبسطاً كالذي يرى عليه السراب
{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً} تترصد الكافرين؛ كمن يترصد لعدوه ليفتك به
{لِلطَّاغِينَ} الكافرين {مَآباً} مرجعاً؛ ليس لهم مدخل غيرها فيدخلونها
{لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً} ماكثين في جهنم دهوراً
{لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً} هو ما يتبرد به، أو هو بمعنى النوم، أو الموت {وَلاَ} يذوقون فيها {شَرَاباً} يطفيء ظمأهم، ويروي غلتهم
{إِلاَّ حَمِيماً} ماء بالغاً نهاية الحرارة {وَغَسَّاقاً} هو ما يسيل من صديد أهل النار
{جَزَآءً وِفَاقاً} أي موافقاً لأعمالهم السيئة
{إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً} أي لا يخافون محاسبة الله تعالى لهم؛ على كفرهم وبغيهم
{وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ} بحججنا وأدلتنا {كِذَّاباً} تكذيباً
{وَكُلَّ شيْءٍ} فعلوه {أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً} أي كتابة
{فَذُوقُواْ} جزاء أعمالكم {فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً} فوق عذابكم
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً} فوزاً بمطلوبهم، وظفراً بمرغوبهم؛ وهو الجنة
{حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً} (انظر آية 266 من سورة البقرة)
{وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً} نواهد مستويات في السن

الصفحة 729