كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

{كَلاَّ} أي حقاً {إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} أي إن الكفار لمحجوبون من رحمة الله تعالى ومغفرته يوم القيامة
{ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ} أي لداخلو النار
{كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ} صحف أعمالهم. والأبرار: هم الذين يعملون البر، ويتصفون به {لَفِي عِلِّيِّينَ} أعالي الجنات. أو هو ديوان الخير؛ كما أن سجين ديوان الشر
{كِتَابٌ مَّرْقُومٌ} مختوم
{يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} أي يرونه رأي العين؛ أو أريد بالمقربين: الملائكة
{عَلَى الأَرَآئِكِ} على الأسرة {يَنظُرُونَ} ينظر بعضهم إلى بعض سروراً، أو ينظرون مغتبطين إلى ما اختصهم به ربهم من نعيم مقيم
{تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} بهجة التنعم
{يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ} الرحيق: اسم من أسماء الخمر، وهو صفوتها. والرحيق أيضاً: الشراب الخالص؛ الذي لا غش فيه
{خِتَامُهُ مِسْكٌ} أي مختومة أوانيه بالمسك؛ مكان الطين الذي كانوا يختمون به أوعية الخمر {رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ} أي فيما تقدم من النعيم والتكريم {فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} فليرغب الراغبون، وليتسابق المتسابقون؛ بالمسارعة إلى الخيرات، والانتهاء عن السيئات
{وَمِزَاجُهُ} أي ما يمزج به ذلك الشراب {مِن تَسْنِيمٍ} التسنيم: مصدر سنمه، إذا رفعه. والمعنى: أن الخمر تمزج بأرفع شراب في الجنة
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ} من الكفار {كَانُواْ} في الدنيا {مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ} استهزاء
{وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ}
عليهم؛ سخرية منهم
{وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ} رجعوا إلى أهلهم في الدنيا {انقَلَبُواْ فَكِهِينَ} ضاحكين، ساخرين من المؤمنين
{وَإِذَا رَأَوْهُمْ} أي إذا رأى المجرمون المؤمنين {قَالُواْ} عنهم {إِنَّ هَؤُلاَءِ} الناس {لَضَالُّونَ} نسبوا إليهم الضلال وهو لاصق بهم. قال تعالى:
{وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ} أي ما أرسل الكفار على المؤمنين {حَافِظِينَ} لأعمالهم؛ فيردونهم إلى صلاحهم، ويمنعونهم عن ضلالهم الذي يزعمونه

الصفحة 739