كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

{وَإِلَى السَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ} من غير عمد
{وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} فبعضها قائم، وبعضها منحدر، وبعضها كبير، وبعضها صغير؛ وما خفي منها في باطن الأرض أكبر مما ظهر. قال تعالى: {وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً} وكل ذلك لحفظ توازن الأرض - أثناء دورانها - لئلا تميد بكم
{وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} بسطت رأي العين؛ ولو أنها في واقع الأمر كروية الشكل. وها قد وضحت الأدلة، وقامت البراهين - حتى بلغت حد اليقين - على وجود رب العالمين
{فَذَكِّرْ} هؤلاء الكفار؛ بصنع العزيز الجبار، وبأنعمه تعالى عليهم، ووضوح أدلة وجوده وجوده {إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ} فلا عليك أن يهتدوا
{لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ} بمتسلط
{إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ} فلا داعي لتذكيره. قال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى} أما {مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ} وطغى واستكبر؛ فيقابل بالسنان لا باللسان وبعد ذلك يرد إلى يوم القيامة
{فَيْعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ} في النار وبئس القرار؛ بعد أن يلقى العذاب الأصغر في الدنيا؛ بالقتل، والأسر، والذل، وعذاب القبر
{إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ} مرجعهم جميعاً
{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} جزاءهم على ما فعلوه في دنياهم.
سورة الفجر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَالْفَجْرِ} أقسم سبحانه وتعالى بالفجر؛ لما فيه من خشوع القلب، لحضرة الرب. وقيل: أريد بالفجر: النهار كله
{وَلَيالٍ عَشْرٍ} هي عشر ذي الحجة؛ أقسم بها تعالى: لما يكتنفها من عبادات، ومناسك، وقربات وقيل: هي العشر الأواخر من رمضان
{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} أي والزوج والفرد؛ كأنه تعالى أقسم بكل شيء؛ لأن سائر الأشياء: إما زوجاً، وإما فرداً. أو هو قسم بالخلق والخالق
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} إذا يمضي. قيل: هي ليلة المزدلفة؛ لاجتماع الحجيج بها، وصلاتهم فيها، وقيامهم بمناسك حجهم
{هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ} الحجر: العقل؛ لأنه يحجر صاحبه عما لا ينبغي. أي هل في ذلك القسم الذي أقسمت به مقنع لذي عقل؟
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} هم قوم هود عليه السلام. وهي عاد الأول
-[748]- ى

الصفحة 747