{وَوَجَدَكَ عَآئِلاً} فقيراً {فَأَغْنَى} فأغناك بما أفاء عليك من الغنائم، أو بمال خديجة رضي الله تعالى عنها. فالغنى خير من الفقر
{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ} أي فلا تغلبه على ماله لضعفه. وقرىء «فلا تكهر» أي فلا تعبس في وجهه وهذا لا ينافي القيام على إصلاحه وتأديبه وتهذيبه؛ إذ أن تركه وإهماله: قهر له
{وَأَمَّا السَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ} أريد بالسائل هنا: من يسأل علماً وفهماً؛ فلا ينهر، بل يجاب على سؤاله برفق ولين. أو سائل المال؛ فلا يحبس عنه. وتركه بغير إعطاء - مع حاجته - نهر له. ولا يحل بحال أن يمنع عن سائل المال المال، أو يحبس عن سائل العلم العلم؛ وكل من سأل شيئاً: وجبت إجابته في حدود الإمكان. وإنه لمن دواعي سقوط المروءة: رد السائل. وقد كان من قبلنا يقف ببابه السائل: فيشاطره قوته وماله؛ غير منتظر منه جزاءًا ولا شكوراً؛ بل يسرع ببذل الشكر له على قبوله العطاء؛ وتسببه في رضاء مولاه عليه
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} التحدث بنعمة الله تعالى: شكر هذه النعم، والشكر على النعم: صرف كل نعمة فيما خلقت له؛ فيصرف المال في الخيرات، وبر المخلوقات، ويبذل العلم لطالبيه، لينتفعوا به، وينفعوا الغير بنشره وإذاعته
سورة الشرح
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} بالإسلام وقيل: أريد به: شق صدره الشريف. وغسل قلبه بماء زمزم؛ كما ورد في الحديث الشريف
{وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ} الوزر: الحمل الثقيل. أي وحططنا عنك عبأك الثقيل
{الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ} أي أثقله؛ وهو مثل لشدة تألمه عليه الصلاة والسلام، وتلهفه على إسلام قومه
{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} بالنبوة وبذكره في التشهد، والأذان، والإقامة
{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ} أي إذا فرغت من دعوة الخلق؛ فاجتهد في عبادة الخالق والنصب: التعب
{وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} أي فارغب إليه بالسؤال، ولا تسأل غيره. وقرىء «فرغب» أي رغب الناس في طلب ما عند الله لأنه متحقق الوجود، متحقق الإجابة