كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

سورة القدر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} أي القرآن: نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا؛ وكان ذلك {فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي في ليلة تقدير الأمور وقضائها؛ كقوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} وقيل: سميت بذلك؛ لشرفها وفضلها على سائر الليالي؛ وهي في العشر الأواخر من رمضان، ويرجح أن تكون في ليلة السابع والعشرين منه
{وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} تفخيم لها، وتعظيم لشأنها
{لَيْلَةِ الْقَدْرِ} في العظمة والشرف {خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} فالعبادة فيها: تفضل العبادة في غيرها بأكثر من ثلاثين ألف ضعف
{تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ} تنزل إلى السماء الدنيا، أو إلى الأرض {وَالرُّوحُ} جبريل عليه السلام. وخص بالذكر: لأنه النازل بالذكر. وقيل: «الروح» طائفة من الملائكة؛ حفظة عليهم، كما أن الملائكة حفظة علينا {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} {بِإِذْنِ رَبِّهِم} بأمره وإرادته {مِّن كُلِّ أَمْرٍ} أي تنزل الملائكة لأجل كل أمر قضاه الله تعالى على مخلوقاته لتلك السنة
{سَلاَمٌ هِيَ} أي لا يقدر الله تعالى فيها للمؤمنين المتقين إلا الأمن والسلامة {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} وبه يكون انتهاء الليلة. أو المراد بالسلام: ما يحدث في هذه الليلة المباركة من كثرة تسليم الملائكة على المؤمنين.
سورة البينة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} اليهود والنصارى؛ وكفرهم: تكذيبهم بمحمد عليه الصلاة والسلام {وَالْمُشْرِكِينَ} عبدة الأصنام والأوثان {مُنفَكِّينَ} منفصلين عن الكفر، تاركين له {حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} الحجة الواضحة؛ وهي الرسول عليه الصلاة والسلام؛ الذي ذكر في كتبهم
{رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً} هي القرآن
{فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} أي في هذه الصحف مكتوبات مستقيمة، ناطقة بالحق والعدل
{حُنَفَآءَ} مؤمنين {وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ} الملة المستقيمة
{الْبَرِيَّةِ} الخليقة
{جَنَّاتُ عَدْنٍ} جنات الإقامة
-[759]- من عدن في المكان: إذا أقام فيه {خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً} خلوداً دائماً؛ لا يخرجون منها {رِّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ} بقبول أعمالهم {وَرَضُواْ عَنْهُ} بثوابها (انظر آية 22 من سورة المجادلة).

الصفحة 758