كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ} المال {لَشَدِيدٌ} أي لأجل حبه للمال لبخيل ممسك
{أَفَلاَ يَعْلَمُ} ذلك الكنود الكفور ما يحل به {إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} بعث ما فيها من الموتى
{وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} أي أخرج، وعلم ما فيها: من كفر وإيمان، وطاعة وعصيان، وشح وكرم
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ} وبما في قلوبهم {لَّخَبِيرٌ} فيجازيهم على ما قدموا: من خير أو شر.
سورة القارعة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{الْقَارِعَةُ} القيامة؛ وسميت قارعة: لأنها تقرع القلوب بأهوالها
{وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} تهويل لشأنها
{يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} الفراش: هو الطائر الصغير الدقيق؛ الذي يتطاير حول النار. أو هو الجراد الصغير. وقد شبههم تعالى بالفراش؛ لكثرتهم وانتشارهم وضعفهم وذلهم، و «المبثوث» المتفرق المنتشر
{وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} كالصوف المنتثر المتطاير؛ كقوله تعالى: {فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً}
{فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} أي زادت حسناته على سيئاته
{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} أي نقصت حسناته عن سيئاته، أو لم تكن له حسنات يعتد بها؛ كمن يتصنع الكرم مباهاة، أو العبادة رياء
{فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} أي فمأواه النار. ويقال للمأوى: أم؛ لأن الأم: مأوى الولد ومفزعه.
سورة التكاثر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{أَلْهَاكُمُ التَّكَّاثُرُ} شغلكم التفاخر بالأموال والأولاد؛ عن طاعة الله
{حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} أي شغلكم جمع المال، عن المآل؛ حتى أدرككم الموت، ودفنتم في المقابر. وقيل: «حتى زرتم المقابر» معددين سجايا آباءكم وأجدادكم
{كَلاَّ} ردع عن التكاثر والتفاخر {سَوْفَ تَعْلَمُونَ} عاقبة تكاثركم وتفاخركم
{ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ} تكرير للتأكيد مما سوف يعلمونه، وأنه حاصل لا محالة
{كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} أي لو علمتم العلم الحقيقي، وتدبرتم وتفكرتم؛
لعرفتم الجحيم، ولخفتموها كأنكم ترونها. وذلك كقوله عليه الصلاة والسلام: «أن تعبد الله كأنك تراه»
{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} أي ثم ترونها يقيناً يوم القيامة
أي تحاسبون وتؤاخذون على التنعم الذي شغلكم عن الطاعة ولم تقوموا بشكره

الصفحة 760