كتاب أوضح التفاسير (اسم الجزء: 1)

{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ} ألهم، أو أوحى إليه {كَلِمَاتٍ} هي قوله تعالى: {رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} {فَتَابَ عَلَيْهِ} ربه: قبل توبته، وغفر له
{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً}
المراد آدم وحواء؛ تؤيده قراءة من قرأ {اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً} وقوله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً} وقد خوطبا بلفظ الجمع: لأنهما أصل لبني الإنسان، أو على مذهب من يقول: إن أقل الجمع اثنان وقد يكون المقصود بالخطاب: آدم وحواء وإبليس {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى} كتاب أو رسول
{يَابَنِي إِسْرَائِيلَ} خطاب لليهود. و «إسرائيل» هو يعقوب عليه السلام. وخص بني إسرائيل بالذكر؛ لأنهم أوفر الأمم نعمة، وأشدهم كفراً، وأكثرهم فساداً وعناداً {اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} أنجاهم من الذل، وفضلهم على الكل؛ فازدادوا طغياناً وكفراً، وبغياً وعتواً {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي} الذي عهدته إليكم في التوراة؛ بالإيمان بمحمد عند بعثته. أو أوفوا بما عاهدتكم عليه؛ من تبليغ ما أنزل إليكم، وتبيينه للناس: {وَإِذَ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} الذي قطعته على نفسي؛ وهو إثابتكم على ذلك بالثواب والأجر {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} فخافوني وأطيعوا أمري
{وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ} من القرآن {مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ} من التوراة؛ وفيها ذكر الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام، وأنباء بعثته {وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} أي بالقرآن، أو بالرسول {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً} أي لا تبيعوا دينكم بدنياكم وأخراكم بأولاكم
{وَلاَ تَلْبِسُواْ} لا تخلطوا {الْحَقِّ} الإيمان {بِالْبَاطِلِ} بالكفر الذي تفترونه
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ} البر: الاتساع في الخير {وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} فلا تأتمرون بما به تأمرون. قيل: نزلت في أحبار اليهود، كانوا ينصحون سراً باتباع الرسول عليه الصَّلاة والسلام، ولا يتبعونه؛ طمعاً فيما يصل إلى أيديهم من الصلات والهبات والهدايا
{وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ} التوراة؛ وفيها ذكر الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه، وأبناء رسالته
{وَاسْتَعِينُواْ} على الأمور الشاقة، والشهوات الموبقة {بِالصَّبْرِ} على الطاعات، وعن الملذات {والصَّلاَةِ} التي هي مناجاة لرب العالمين «كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة» {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ} ثقيلة شاقة
-[10]- {إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} الذين يستغرقون في مناجاة ربهم

الصفحة 9