كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 58)

والحكم بما أنزل الله والأمور التي لست أحصيها عددا فيكفي في ذلك قال المسور فعرفت أنا معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر قال عروة بن الزبير فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد نا عبد الله بن محمد بن زياد نا أحمد بن عبد الرحمن نا عمي نا حيوة حدثني عقيل عن ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير إن مسور بن مخرمة قدم وافدا إلى معاوية بن أبي سفيان فقضى حاجته ثم دعاه فأخلاه فقال يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة قال المسور دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له فقال معاوية لا والله لتكلمن بذات نفسك والذي نقمت علي قال المسور فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلا بينته له فقال معاوية لا أبرأ من ذنب فهل تعد لنا يا مسور مما نلي من الإصلاح في أمر العامة فإن الحسنة بعشر أمثالها أم تعد الذنوب فقال معاوية فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنباه فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم يعفو الله لك فقال المسور نعم فقال معاوية فما جعلك برجاء المغفرة أحق مني فوالله لما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي ولكن والله لا أخير بين أمرين أمر لله وغيره إلا اخترت أمر الله على ما سواه وإني لعلى دين يقبل فيه العمل ويجزى فيه بالحسنات والذنوب إلا أن يعفو الله عنها فإني أحسب كل حسنة عملتها بأضعافها من الأجر وألي أمورا عظاما لا أحصيها ولا يحصيها من عمل بها لله في إقامة الصلوات للمسلمين والجهاد في سبيل الله والحكم بما أنزل الله والأمور التي لست أحصيها وإن عددتها فتكفي في ذلك قال مسور فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر قال عروة بن الزبير لم أسمع المسور بعد يذكر معاوية إلا صلى عليه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا أبو نعيم نا موسى بن محمد عن حصين عن زياد أبي يحيى قال جلس ابن عباس والمسور بن مخرمة يتحدثان حتى طلعت الزهرة فأتى ابن عباس خادمه فقال قد طلعت الزهرة أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية

الصفحة 168