كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 58)

كنت في عسكر هشام بن عبد الملك لما مات مسلمة بن عبد الملك فرأيت هشاما في شرطته ونظرت إلى الوليد بن يزيد قد أقبل يجر مطرف خز عليه حتى وقف على هشام والوليد نشوان فقال يا أمير المؤمنين إن عقبي من بقي لحوق من مضى وقد أقفر بعد مسلمة الصيد والمرمى (1) واختل الثغر فوهى وعلى أثر من سلف ما يمضي من خلف وتزودوا فإن خير الزاد التقوى فلم يحر هشام جوابا وسكت الناس فلم يترهسم (2) أحد بشئ فأنشأ الوليد يقول * أهينمة حديث القوم أم هم * نيام بعدما متع (3) النهار عزيز كان بينهم نبيا * فقول القوم وحي لا يحار كأنا بعد مسلمة المرجى * شروب طوحت بهم عقار أو آلاف هجاين في قيود * تلفت كلما حنت ظؤار (4) فليتك لم تمت وفداك قوم * تراخي بينهم عنها الديار سليم الصدر أو شرف نكيد (5) * وآخر لا يزور ولا يزار * قال سقيم الصدر عنى به يزيد بن الوليد الناقص والشرف النكيد عنى به هشاما والذي لا يزور ولا يزار مروان بن محمد وقال * فقد كنت نورا لنا في البلاد * مضيئا فقد أصبحت مظلمة ونكتم موتك نخشى اليقين * فأبدى اليقين عن الجمجمة * (6) أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد نا موسى نا خليفة قال (7)
_________
(1) كذا بالاصل والنسخ وفي الاغاني: " لمن يرى " وكتب بهامشها: " كذا بالاصول "
(2) كذا بالاصل ود و " ز " وفي م: " يتوهسم " وفي الاغاني: " همس " ورهسم في كلامه: أتى منه بطرف ولم يفصح بجميعه
(3) متع النهار: طال وامتد
(4) الظؤار واحدها طئر جمع نادر وهي الناقة التي تعطف وترنو على غير ولدها المرضعة له
(5) الاصل وم: نكيدا والمثبت عن " ز " ود وفي الاغاني: شكس نكيد
(6) الجمجمة: إخفاء الكلام
(7) تاريخ خليفة بن خياط ص 350 (ت
العمري) ثم ذكر خليفة في حوادث سنة 121 أنه غزا على الصائفة ولعل

الصفحة 45