كتاب أمراض القلوب وشفاؤها

هود هود وَصَالح هود وَشُعَيْب هود عَلَيْهِم السَّلَام وَغَيرهم كل يَقُول اعبدوا الله مَا لكم من إِلَه غَيره لَا سِيمَا أفضلا الرُّسُل اللَّذين اتخذ الله كِلَاهُمَا خَلِيلًا إِبْرَاهِيم ومحمدا عَلَيْهِمَا السَّلَام فَإِن هَذَا الأَصْل بَينه الله بهما وأيدهما فِيهِ ونشره بهما فإبراهيم هُوَ الإِمَام الَّذِي قَالَ الله فِيهِ الْبَقَرَة إِنِّي جاعلك للنَّاس إِمَامًا وَفِي ذُريَّته جعل النُّبُوَّة وَالْكتاب وَالرسل فَأهل هَذِه النُّبُوَّة والرسالة هم من آله الَّذين بَارك الله عَلَيْهِم قَالَ سُبْحَانَهُ الزخرف وَإِذ قَالَ إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ وَقَومه إِنَّنِي برَاء مِمَّا تَعْبدُونَ إِلَّا الَّذِي فطرني فَإِنَّهُ سيهدين وَجعلهَا كلمة بَاقِيَة فِي عقبه لَعَلَّهُم يرجعُونَ فَهَذِهِ الْكَلِمَة هِيَ كلمة الْإِخْلَاص لله وَهِي الْبَرَاءَة من كل معبود إِلَّا من الْخَالِق الَّذِي فطرنا كَمَا قَالَ صَاحب ياسين ياسين وَمَالِي لَا أعبد الَّذِي فطرني وَإِلَيْهِ ترجعون أأتخذ من دونه آلِهَة إِن يردن الرَّحْمَن بضر لَا تغن عني شفاعتهم شَيْئا وَلَا ينقذون وَقَالَ تَعَالَى فِي قصَّته بعد أَن ذكر مَا يبين ضلال من اتخذ بعض الْكَوَاكِب رَبًّا يعبده من دون الله قَالَ الْأَنْعَام فَلَمَّا أفلت قَالَ يَا قوم إِنِّي برِئ مِمَّا تشركون إِنِّي وجهت وَجْهي للَّذي فطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض حَنِيفا وَمَا أَنا من الْمُشْركين إِلَى قَوْله وَلَا تخالفون أَنكُمْ أشركتم بِاللَّه مَا لم ينزل بِهِ عَلَيْكُم سُلْطَانا وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام الشُّعَرَاء أَفَرَأَيْتُم مَا كُنْتُم تَعْبدُونَ أَنْتُم وآباؤكم الأقدمون فَإِنَّهُم عَدو لي إِلَّا رب الْعَالمين الَّذِي خلقني فَهُوَ يهدين وَالَّذِي هُوَ يطعمني ويسقين وَإِذا مَرضت فَهُوَ يشفين وَقَوله تَعَالَى الممتحنة قد كَانَت لكم أُسْوَة حَسَنَة فِي إِبْرَاهِيم وَالَّذين مَعَه إِذْ قَالُوا لقومهم إِنَّا بُرَآء مِنْكُم وَمِمَّا تَعْبدُونَ من دون الله كفرنا بكم الْآيَة وَنَبِينَا (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُوَ الَّذِي أَقَامَ الله بِهِ الدّين الْخَالِص لله دين التَّوْحِيد وقمع بِهِ الْمُشْركين من كَانَ مُشْركًا من الأَصْل وَمن الَّذين كفرُوا من أهل الْكتب وَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِيمَا رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد وَغَيره بعثت بِالسَّيْفِ بَين يَدي السَّاعَة حَتَّى يعبد الله وَحده لَا شريك لَهُ وَجعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي وَجعل الذلة وَالصغَار على من خَالف امري وَمن تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم وَقد تقدم بعض مَا أنزل الله عَلَيْهِ من الْآيَات المتضمنة للتوحيد فَقَالَ تَعَالَى وَالصَّافَّات صفا إِلَى قَوْله إِن إِلَهكُم لوَاحِد إِلَى قَوْله إِنَّهُم كَانُوا إِذا قيل لَهُم لَا إِلَه إِلَّا الله يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أإنا لتاركوا آلِهَتنَا لشاعر مَجْنُون بل جَاءَ بِالْحَقِّ وَصدق الْمُرْسلين إِلَى قَوْله أُولَئِكَ لَهُم رزق مَعْلُوم فواكه وهم مكرمون إِلَى مَا ذكره من قصَص الْأَنْبِيَاء فِي التَّوْحِيد وإخلاص الدّين لله إِلَى قَوْله سُبْحَانَ الله

الصفحة 61