كتاب المعالم الأثيرة في السنة والسيرة

* حدثنا أحمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب: أن عبيد الله بن عبد الله بن عمر أخبره، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: بات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بذي الحليفة مبدأه، وصلى في مسجدها.
* وعن ابن أبي يحيى، عن ربيعة بن عثمان: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم صلّى في بيت إلى جنب مسجد بني خدرة.
* قال أبو غسان، وقال لي غير واحد من أهل العلم من أهل البلد: أن كل مسجد من مساجد المدينة ونواحيها مبني بالحجارة المنقوشة المطابقة فقد صلّى فيه النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ وذلك أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حين بنى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سأل- والناس يومئذ متوافرون- عن المساجد التي صلّى فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم بناها بالحجارة المنقوشة المطابقة.
* حدثنا أبو غسان، عن محمد بن طلحة بن الطويل التيمي، (محمد) بن جعفر، عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم صلّى في دار الشّفاء «1» ، في البيت على يمين من دخل الدار. قال محمد: وصلى في دار بسرة بنت صفوان، وصلّى في دار عمرو بن أمية الضّمريّ على يمين من دخل مما يلي الخوخة «2» . قال: وبلغني أنه صلّى في مسجد بني معاوية عن يمين المحراب نحوا من دار عديّ.
قال أبو زيد بن شبة: كل ما كان عن ابن أبي يحيى، فهو من قول أبي غسان ولم يلقه.
__________
- مبدأه، وصلى في مسجدها، وأنه كان إذا خرج إلى مكة صلّى في مسجد الشجرة، وأنه أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة وصلّى بها. كما ورد أن بذي الحليفة مسجدا آخر على رمية سهم أو أكثر قبليّ مسجدها الأول ويسمى مسجد الغرس وهو قديم البناء، ولا يبعد أن يكون النبي صلّى الله عليه وسلّم قد صلّى فيه. ولعل هذا يفسر ما ورد هنا من التوكيد بالتكرير.
(1) دار الشفاء: يقول ابن شبة في دور بني عدي: واتخذت الشفاء بنت عبد الله دارها التي في الحكاكين الشارعة في الخط، فخرجت طائفة من أيدي ولدها فصارت للفضل، وبقيت بأيديهم طائفة، ويقول السمهودي: الظاهر أنها كانت قرب سوق المدينة، (وفاء الوفا 3: 881) .
(2) ورد الخبر في وفاء الوفا 3: 812 عن ابن شبة، وورد مثله في وفاء الوفا 3: 875 محيي الدين (2: 73 ط الاداب) ، عن ابن زبالة فيما نقله المطري. ويقول: إن دار سعد إحدى الدور التي قبليّ مسجد قباء يدخلها الناس إذا أرادوا مسجد قباء ويصلون فيها.

الصفحة 265