كتاب فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها (اسم الجزء: 3)

وجه ربك ذو الجلال والإكرام} (¬1) ، وأن له يدين بلا كيف كما قال: (خلقت بيدي} (¬2) ، وكما قال: (بل يداه مبسوطتان} (¬3) ، وأن له عينا بلا كيف كما قال: (تجري بأعيننا} (¬4) ، وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالا، وأن لله علما كما قال: (أنزله بعلمه} (¬5) ، وكما قال: (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه} (¬6) .
ونثبت له السمع والبصر ولا ننفي ذلك كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج، ونثبت أن لله قوة كما قال: (أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة} (¬7) ، ونقول: إن كلام الله غير مخلوق وإنه لم يخلق شيئا إلا وقد قال له: كن فيكون كما قال: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} (¬8) وإنه لا يكون في الأرض شيء من خير وشر إلا ما شاء الله، وإن الأشياء تكون بمشيئة الله عز وجل وإن أحدا لا يستطيع أن يفعل شيئا قبل أن يفعله الله ولا نستغني عن الله ولا نقدر على الخروج من علم الله عز وجل، وإنه لا خالق إلا الله، وإن أعمال العبد مخلوقة لله مقدورة كما قال: (خلقكم وما تعملون} (¬9) وإن العباد ولا يقدرون أن يخلقوا شيئا وهم يخلقون كما قال:
¬_________
(¬1) سورة الرحمن: 27.
(¬2) سورة ص: 75.
(¬3) سورة المائدة: 64.
(¬4) سورة القمر: 14.
(¬5) سورة النساء: 166.
(¬6) سورة فاطر: 11.
(¬7) سورة فصلت: 15.
(¬8) سورة يس: 82.
(¬9) سورة الصافات: 96.

الصفحة 1211