كتاب فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها (اسم الجزء: 1)

ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور وأن الله استوى على عرشه كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (¬1) وأن له وجهاً بلا كيف كما قال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ} (¬2) وأن له يدين بلا كيف، كما قال: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (¬3) . وكما قال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (¬4) وأن له عيناً بلا كيف، كما قال: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} (¬5) وأن من زعم أن أسماء الله غيرة كان ضالاً وأن لله علماً كما قال: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} (¬6) .
وكما قال: {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ} (¬7) . ونثبت لله السمع والبصر ولا ننفي ذلك، كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج ونثبت أن لله قوة كما قال: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} (¬8) نقول: إن كلام الله غير مخلوق وإنه لم يخلق شيئاً إلا وقد قال له: كن فيكون، كما قال: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (¬9) .
وأنه لا يكون في الأرض شيء من خير وشر إلا ما شاء الله، وأن الأشياء تكون بمشيئة الله عزّ وجلّ وأن أحداً لا يستطيع أن يفعل شيئاً قبل أن يفعله الله (¬10) .
ولا نستغني عن الله، ولا نقدر على الخروج من علم الله عزّ وجلّ وأنه
¬_________
(¬1) سورة طه: 5
(¬2) سورة الرحمن: 27.
(¬3) سورة ص: 75.
(¬4) سورة المائدة: 64.
(¬5) سورة القمر: 14.
(¬6) سورة النساء: 166.
(¬7) سورة فاطر: 11.
(¬8) سورة فصلت: 15.
(¬9) سورة النحل: 40.
(¬10) أي قبل أن يريد الله ويمكنه من الفعل.

الصفحة 164