كتاب فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها (اسم الجزء: 1)

لا خالق إلا الله (¬1) وأن أعمال العبد مخلوقة لله مقدورة، كما قال: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} (¬2) وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئا وهم يخلقون، كما قال: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (¬3) وكما قال: {لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} (¬4) وكما قال: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ} (¬5) ، وكما قال: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} (¬6) . وهذا في كتاب الله كثير وأن الله وفق المؤمنين لطاعته، ولطف بهم، ونظر إليهم، وأصلحهم، وهداهم، وأضل الكافرين، ولم يهدهم، ولم يلطف بهم بالإيمان، كما زعم أهل الزيغ والطغيان، ولو لطف بهم وأصلحهم لكانوا صالحين، ولو هداهم لكانوا مهتدين، كما قال تبارك وتعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (¬7) وأن الله يقدر أن يصلح الكافرين، ويلطف بهم حتى يكونوا مؤمنين، ولكنه أراد أن يكونوا كافرين كما علم، وأنه خذلهم وطبع على قلوبهم (¬8)
وأن الخير والشر بقضاء الله وقدره، وأنّا نؤمن بقضاء الله وقدره، خيره وشره، حلوه ومره، ونعلم أن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وأن العباد لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله وأنا نلجأ في أمورنا إلى الله، ونثبت الحاجة والفقر في كل وقت إليه ونقول إن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن من قال بخلق القرآن فهو كافر -
¬_________
(¬1) هذا هو تحقيق الاعتقاد بتوحيد الربوبية.
(¬2) سورة الصافات: 96.
(¬3) سورة فاطر: 3.
(¬4) سورة النحل: 20.
(¬5) سورة النحل: 17
(¬6) سورة الطور: 35.
(¬7) سورة الأعراف: 178.
(¬8) ولو عذب الله أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم كما ورد النص بذلك..

الصفحة 165